responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 311

(1) - «مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ» أي لما مضى «مِنَ اَلتَّوْرََاةِ » التي أنزلت على موسى صدق بها و آمن بها و إنما قال لما مضى قبله لما بين يديه لأنه إذا كان يأتي بعده خلفه فالذي مضى قبله يكون قدامه و بين يديه «وَ آتَيْنََاهُ» أي و أعطينا عيسى الكتاب المسمى الإنجيل و المعنى و أنزلنا عليه « اَلْإِنْجِيلَ فِيهِ» يعني في الإنجيل «هُدىً» أي بيان و حجة و دلائل له على الأحكام «وَ نُورٌ» سماه نورا لأنه يهتدي به كما يهتدي بالنور «وَ مُصَدِّقاً لِمََا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ اَلتَّوْرََاةِ » يعني الإنجيل يصدق بالتوراة لأن فيه أن التوراة حق و قيل معناه أنه تضمن وجوب العمل بالتوراة و أنه لم تنسخ و قيل معناه أنه أتى على النحو الذي وصف في التوراة «وَ هُدىً» أي و دلالة و إرشادا و معناه و هاديا و راشدا «وَ مَوْعِظَةً» أي واعظا «لِلْمُتَّقِينَ» يزجرهم عن المعاصي و يدعوهم إلى الطاعة و إنما خص المتقين بالذكر لأنهم اختصوا بالانتفاع به و إلا فإنه هدى لجميع الخلق‌} «وَ لْيَحْكُمْ أَهْلُ اَلْإِنْجِيلِ » هذا أمر لهم و قيل في معناه قولان (أحدهما) أن تقديره و قلنا ليحكم أهل الإنجيل فيكون على حكاية ما فرض عليهم و حذف القول لدلالة ما قبله عليه من قوله «وَ قَفَّيْنََا» كما قال تعالى‌ «وَ اَلْمَلاََئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بََابٍ ` سَلاََمٌ عَلَيْكُمْ» أي يقولون سلام عليكم (و الثاني) أنه تعالى استأنف أمر أهل الإنجيل على غير الحكاية لأن أحكامه كانت حينئذ موافقة لأحكام القرآن لم تنسخ بعد عن أبي علي الجبائي و القول الأول أقوى و هو اختيار علي بن عيسى «بِمََا أَنْزَلَ اَللََّهُ فِيهِ» أي في الإنجيل «وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمََا أَنْزَلَ اَللََّهُ فَأُولََئِكَ هُمُ اَلْفََاسِقُونَ» قيل إن من هاهنا بمعنى الذي و هو خبر عن قوم معروفين و هم اليهود الذين تقدم ذكرهم عن الجبائي و قيل إن من للجزاء أي من لم يحكم من المكلفين بما أنزل الله فهو فاسق لأن هذا الإطلاق يدل على أن المراد من ذهب إلى أن الحكمة في خلاف ما أمر الله به فلهذا قال فيما قبل «فَأُولََئِكَ هُمُ اَلْكََافِرُونَ» فيكون معنى الفاسقين الخارجين عن الدين و جعلوا الكفر و الظلم و الفسق صفة لموصوف واحد و قيل أن الأول في الجاحد و الثاني و الثالث في المقر التارك.

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست