اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 295
(1) - «وَ مََا هُمْ بِخََارِجِينَ مِنْهََا» يعني جهنم «وَ لَهُمْ عَذََابٌ مُقِيمٌ» أي دائم ثابت لا يزول و لا يحول كما قال الشاعر:
فإن لكم بيوم الشعب مني # عذابا دائما لكم مقيما.
الإعراب
قال سيبويه و كثير من النحويين ارتفع السارق و السارقة على معنى و فيما فرض عليكم السارق و السارقة أي حكم السارق و السارقة و مثله قوله تعالى «اَلزََّانِيَةُ وَ اَلزََّانِي فَاجْلِدُوا»وَ اَلَّذََانِ يَأْتِيََانِهََا مِنْكُمْ فَآذُوهُمََا قال سيبويه و الاختيار في هذا النصب في العربية كما تقول زيدا أضربه و أبت العامة القراءة إلا بالرفع يعني بالعامة الجماعة و قرأ عيسى بن عمرو السارق و السارقة و كذلك الزانية و الزاني و قال أبو العباس المبرد الاختيار فيه الرفع بالابتداء لأن القصد ليس إلى واحد بعينه فليس هو مثل قولك زيدا فاضربه إنما هو كقولك من سرق فاقطع يده و من زنى فاجلده قال الزجاج و هذا القول هو المختار و إنما دخلت الفاء في الخبر للشرط المنوي و ذكر في قراءة ابن مسعود و السارقون و السارقات فاقطعوا أيمانهم و إنما قال «أَيْدِيَهُمََا» و لم يقل يديهما لأنه أراد يمينا من هذا و يمينا من هذه فجمع إذ ليس في الجسد إلا يمين واحدة قال الفراء و كل شيء موحد من خلق الإنسان إذا ذكر مضافا إلى اثنين فصاعدا جمع فقيل قد هشمت رءوسهما و ملأت ظهورهما و بطونهما ضربا و مثله قوله «إِنْ تَتُوبََا إِلَى اَللََّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمََا» قال و إنما اختير الجمع على التثنية لأن أكثر ما يكون عليه الجوارح اثنان اثنان في الإنسان كاليدين و الرجلين و اثنان من اثنين جمع لذلك يقال قطعت أرجلهما و فقأت عيونهمافلما جرى الأكثر على هذا ذهب بالواحد إذا أضيف إلى اثنين مذهب الاثنين قال و يجوز التثنية كقول الهذلي :
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 295