responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 284

(1) - طوعت فعلت من الطوع و العرب تقول طاع لهذه الظبية أصول هذه الشجرة و طاع لفلان كذا أي أتاه طوعا و لا يقال أطاعته نفسه لأن أطاع يدل على قصد موافقة معنى الأمر و ليس كذلك طوع لأنه بمنزلة انطاع له أصول الشجرة و في الفعل ما يتعدى إلى نفس الفاعل نحو حرك نفسه و قتل نفسه و فيه ما لا يتعدى إلى ذلك نحو أمر و نهى لأن الأمر و النهي لا يكونان إلا بمن هو أعلى إلى من هو دونه .

الإعراب‌

«لَئِنْ بَسَطْتَ» اللام للقسم و جوابه «مََا أَنَا بِبََاسِطٍ» و لا يقع ما جوابا للشرط لأن ما يكون لها صدر الكلام بالقسم لا يخرجها عن ذلك كما جاز أن يكون جواب القسم بإن و لام الابتداء و لم يجز بالفاء لأن المقسم عليه ليس يجب بوجوب القسم و إنما القسم يؤكده و جواب الشرط يجب بوجوب الشرط فإذا اجتمع جواب القسم و الجزاء كان جواب القسم أولى من الجزاء لأنه لما تقدم القسم و صار الجزاء في حشو الكلام غلبة على الجواب فصار له و اكتفي به عن جواب الشرط لدلالته عليه.

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن هابيل أنه قال لأخيه حين هدده بالقتل لما تقبل قربانه و لم يتقبل قربان أخيه‌ «لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ» و معناه لئن مددت إلي يدك «لِتَقْتُلَنِي» أي لأن تقتلني «مََا أَنَا بِبََاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ» أي لأن أقتلك قال أهل التفسير أن القتل على سبيل المدافعة لم يكن مباحا في ذلك الوقت و كان الصبر عليه هو المأمور به ليكون الله تعالى هو المتولي للانتصاف عن الحسن و مجاهد و اختاره الجبائي و قيل إن معنى الآية «لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ» على سبيل الظلم و الابتداء «لِتَقْتُلَنِي مََا أَنَا بِبََاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ» على وجه الظلم و الابتداء عن ابن عباس و جماعة قالوا إنه قتله غيلة بأن ألقى عليه و هو نائم صخرة شدخه بها قال المرتضى و الظاهر بغير الوجهين أشبه لأنه تعالى أخبر عنه أنه و إن بسط إليه أخوه يده ليقتله أي و هو مريد لقتله لأن اللام بمعنى كي و هي منبئة عن الإرادة و الغرض و لا شبهة في قبح ذلك لأن المدافع إنما يحسن منه المدافعة للظالم طلبا للتخلص من غير أن يقصد إلى قتله فكأنه قال لئن ظلمتني لم أظلمك «إِنِّي أَخََافُ اَللََّهَ رَبَّ اَلْعََالَمِينَ» في مدي إليك يدي لقتلك‌} «إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ» معناه إني لا أبدؤك بالقتل و لأني أريد أن ترجع بإثم قتلي إن قتلتني و إثمك الذي كان منك قبل قتلي عن ابن عباس و الحسن و ابن مسعود و قتادة

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست