اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 269
(1) - ابن الله و اليعقوبية قالت أن الله هو المسيح ابن مريم و الملكائية و هم الروم قالوا أن الله ثالث ثلاثة الله و عيسى و مريم و قيل يأمر بعضهم أن يعادي بعضا عن الجبائي فكأنه يذهب إلى الأمر بمعاداة الكفار و إن هؤلاء يكفر بعضهم بعضا و قوله «إِلىََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ» عنى به أن المعاداة تبقى بينهم إلى يوم القيامة أما بين اليهود و النصارى و أما بين فرق النصارى و قيل الوجه في قوله تعالى «فَأَغْرَيْنََا بَيْنَهُمُ اَلْعَدََاوَةَ وَ اَلْبَغْضََاءَ» أنه أخبر أنهم اختلفوا فيما بينهم و كلهم على خطإ و ضلال و قد جعل الله سبحانه على كل مقالة من مقالاتهم التي أخطأوا فيها دلائل عرف بها بعضهم خطأ بعض فتعادوا على ذلك و تباغضوا و لم تعرف كل فرقة منهم خطأ أنفسهم فلما لم يصل كل منهم إلى المعرفة بخطإ صاحبه إلا من جهة كتاب الله و دلائله و التعادي بينهم كان من أجل ذلك جاز أن يقول «فَأَغْرَيْنََا بَيْنَهُمُ» على هذا الوجه عن جعفر بن حرث و قيل الوجه في ذلك أنا أخطرنا على بال كل منهم ما يوجب الوحشة و النفرة عن صاحبه و ما يهيج العصبية و العداوة عقوبة لهم على تركهم الميثاق «وَ سَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اَللََّهُ» عند المحاسبة «بِمََا كََانُوا يَصْنَعُونَ» في الدنيا من نقض الميثاق و يعاقبهم على ذلك بحسب استحقاقهم فكأنه لما قال سبحانه «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اِصْفَحْ» بين بعد ذلك أنه من وراء الانتقام منهم و أنه سيجازيهم على صنيعهم و قبيح فعلهم.
ـ
اللغة
الرضوان و الرضا من الله ضد السخط و هو إرادة الثواب بمستحقه و قال قوم هو المدح على الطاعة و الثناء و قال علي بن عيسى هو جنس من الفعل يقتضي وقوع الطاعة الخالصة مما يبطلها و يضاد الغضب قال لأن الرضا بما مضى يصح و إرادة ما مضى لا يصح إذ قد يصح أن يرضى بما كان و لا يصح أن يريد ما كان و هذا الذي ذكره غير صحيح لأن الرضا عبارة عن إرادة
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 269