responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 223

223

(1) - إِلى‌ََ مَرْيَمَ » كما يقال ألقيت إليك كلمة حسنة أي قلت و قيل معنى «أَلْقََاهََا إِلى‌ََ مَرْيَمَ » خلقها في رحمها عن الجبائي «وَ رُوحٌ مِنْهُ» فيه أقوال (أحدها) أنه إنما سماه روحا لأنه حدث عن نفخة جبرائيل في درع مريم بأمر الله تعالى و إنما نسبه إليه لأنه كان بأمره و قيل إنما أضافه إلى نفسه تفخيما لشأنه كما قال الصوم لي و أنا أجزي به‌ و قد يسمى النفخ روحا و استشهد على ذلك ببيت ذي الرمة يصف نارا:

فقلت له ارفعها إليك و أحيها # بروحك و اقتته لها قيتة قدرا

و ظاهر لها من يابس الشخت و استعن # عليه الصبا و اجعل يديك لها سترا

و معنى أحيها بروحك أي بنفخك و يقال أقتت النار إذا أطعمتها حطبا (و الثاني) أن المراد به يحيي به الناس في دينهم كما يحيون بالأرواح عن الجبائي فيكون المعنى أنه جعله نبيا يقتدى به و يستن بسنته و يهتدي بهداه (و الثالث) أن معناه إنسان أحياه الله بتكوينه بلا واسطة من جماع أو نطفةكما جرت العادة بذلك عن أبي عبيدة (و الرابع) إن معناه و رحمة منه كما قال في موضع آخر وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ أي برحمة منه فجعل الله عيسى رحمة على من آمن به و اتبعه لأنه هداهم إلى سبيل الرشاد (و الخامس) أن معناه روح من الله خلقها فصورها ثم أرسلها إلى مريم فدخلت في فيها فصيرها الله تعالى عيسى عن أبي العالية عن أبي بن كعب (و السادس) إن معنى الروح هاهنا جبرائيل (ع) فيكون عطفا على ما في ألقاها من ضمير ذكر الله و تقديره ألقاها الله إلى مريم و روح منه أي من الله أي جبرائيل ألقاها أيضا إليها «فَآمِنُوا بِاللََّهِ وَ رُسُلِهِ» أمرهم الله بتصديقه و الإقرار بوحدانيته و تصديق رسله فيما جاءوا به من عنده و فيما أخبروهم به من أن الله سبحانه لا شريك له و لا صاحبة و لا ولد «وَ لاََ تَقُولُوا ثَلاََثَةٌ» هذا خطاب للنصارى أي لا تقولوا إلهنا ثلاثة عن الزجاج و قيل هذا لا يصح لأن النصارى لم يقولوا بثلاثة آلهة و لكنهم يقولون إله واحد ثلاثة أقانيم أب و ابن و روح القدس و معناه لا تقولوا الله ثلاثة أب و ابن و روح القدس و قد شبهوا قولهم جوهر واحد ثلاثة أقانيم بقولنا سراج واحد ثم تقول ثلاثة أشياء دهن و قطن و نار و شمس واحدة و إنما هي جسم و ضوء و شعاع و هذا غلط بعيد لأنا لا نعني بقولنا سراج واحد إنه شي‌ء واحد بل هو أشياء على الحقيقة و كذلك الشمس كما تقول عشرة واحدة و إنسان واحد و دار واحدة و إنما هي أشياء متغايرة فإن قالوا إن الله شي‌ء واحد و إله واحد حقيقة فقولهم ثلاثة متناقضة و إن قالوا أنه في‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست