responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 218

(1) - السورة مدنية «وَ رُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ» هذا يدل على أن الله سبحانه أرسل رسلا كثيرة لم يذكرهم في القرآن و إنما قص بعضهم على النبي لفضيلتهم على من لم يقصهم عليه «وَ كَلَّمَ اَللََّهُ مُوسى‌ََ تَكْلِيماً» فائدته أنه سبحانه كلم موسى بلا واسطة إبانة له بذلك من سائر الأنبياء لأن جميعهم كلمهم الله سبحانه بواسطة الوحي‌و قيل إنما قال «تَكْلِيماً» ليعلم أن كلام الله عز ذكره من جنس هذا المعقول الذي يشتق من التكليم بخلاف ما قاله المبطلون و روي أن رسول الله ص لما قرأ الآية التي قبل هذه على الناس قالت اليهود فيما بينهم ذكر محمد ص النبيين و لم يبين لنا أمر موسى فلما نزلت هذه الآية و قرأها عليهم قالوا أن محمدا قد ذكره و فضله بالكلام عليهم‌} «رُسُلاً مُبَشِّرِينَ» بالجنة و الثواب لمن آمن و أطاع «وَ مُنْذِرِينَ» بالنار و العقاب لمن كفر و عصى «لِئَلاََّ يَكُونَ لِلنََّاسِ عَلَى اَللََّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ اَلرُّسُلِ» فيقولوا لم ترسل إلينا رسولا و لو أرسلت لآمنا بك كما أخبر سبحانه في آية أخرى بقوله «لَقََالُوا رَبَّنََا لَوْ لاََ أَرْسَلْتَ إِلَيْنََا رَسُولاً» و في هذه الآية دلالة على فساد قول من زعم أن عند الله تعالى من اللطف ما لو فعله بالكافر لآمن لأنه لو كان كذلك لكان للكفار الحجة بذلك على الله تعالى قائمة فأما من لم يعلم من حاله أن له في إنفاذ الرسل إليه لطفا فالحجة قائمة عليه بالعقل و أدلته الدالة على توحيده و عدله‌و لو لم يقم الحجة إلا بإنفاذ الرسل لفسد ذلك من وجهين (أحدهما) أن صدق الرسول لا يمكن العلم به إلا بعد تقدم العلم بالتوحيد و العدل فإن كانت الحجة عليه غير قائمة فلا طريق له إلى معرفة النبي ص و صدقه (و الثاني) أنه لو كانت الحجة لا تقوم إلا بالرسل لاحتاج الرسول أيضا إلى رسول آخر حتى تكون الحجة عليه قائمة و الكلام في رسوله كالكلام فيه حتى يتسلسل و ذلك فاسد فمن استدل بهذه الآية على أن التكليف لا يصح بحال إلا بعد إنفاذ الرسل فقد أبعد لما قلناه «وَ كََانَ اَللََّهُ عَزِيزاً» أي مقتدرا على الانتقام ممن يعصيه و يكفر به «حَكِيماً» فيما أمر به عباده و في جميع أفعاله.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست