responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 195

195

(1) - اَلْقَوْمِ اَلظََّالِمِينَ «إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ» يعني إنكم إذا جالستموهم على الخوض في كتاب الله و الهزء به فأنتم مثلهم و إنما حكم بأنهم مثلهم لأنهم لم ينكروا عليهم مع قدرتهم على الإنكار و لم يظهروا الكراهة لذلك و متى كانوا راضين بالكفر كانوا كفارا لأن الرضا بالكفر كفر و في الآية دلالة على وجوب إنكار المنكر مع القدرة و زوال العذر و إن من ترك ذلك مع القدرة عليه فهو مخطئ آثم و فيها أيضا دلالة على تحريم مجالسة الفساق و المبتدعين من أي جنس كانوا و به قال جماعة من أهل التفسير و ذهب إليه عبد الله بن مسعود و إبراهيم و أبو وائل قال إبراهيم و من ذلك إذا تكلم الرجل في مجلس يكذب فيضحك منه جلساؤه فيسخط الله عليهم و به قال عمر بن عبد العزيز و روي أنه ضرب رجلا صائبا كان قاعدا مع قوم يشربون الخمر و روى العياشي بإسناده عن علي بن موسى الرضا (ع) في تفسير هذه الآية قال إذا سمعت الرجل يجحد الحق و يكذب به و يقع في أهله فقم من عنده و لا تقاعده‌ و روي عن ابن عباس أنه قال أمر الله تعالى في هذه الآية باتفاق و نهى عن الاختلاف و الفرقة و المراء و الخصومة و به قال الطبري و البلخي و الجبائي و جماعة من المفسرين و قال الجبائي و أما الكون بالقرب منهم بحيث يسمع صوتهم و لا يقدر على إنكارهم فليس بمحظور و إنما المحظور مجالستهم من غير إظهار كراهية لما يسمعه أو يراه قال و في الآية دلالة على بطلان قول نفاة الأعراض و قولهم ليس هاهنا شي‌ء غير الأجسام لأنه قال «حَتََّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» فأثبت غيرا لما كانوا فيه و ذلك هو العرض «إِنَّ اَللََّهَ جََامِعُ اَلْمُنََافِقِينَ وَ اَلْكََافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً» أي إن الله يجمع الفريقين من أهل الكفر و النفاق في القيامة في النار و العقوبة فيها كما اتفقوا في الدنيا على عداوة المؤمنين و المظاهرة عليهم.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست