اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 188
(1) - يسمع المسموعات و يبصر المبصرات عند الوجود و هذه الصفة هي كونه حيا لا آفة به و قيل إنما ذكر هذا ليبين أنه يسمع ما يقول المنافقون إذا خلوا إلى شياطينهم و يعلم ما يسرونه من نفاقهم.
القراءة
قرأ ابن عامر و حمزة أن تلوا بضم اللام و واو واحدة ساكنة و الباقون «تَلْوُوا» بواوين الأولى مضمومة و الثانية ساكنة.
الحجة
من قرأ بواو واحدة فحجته أن يقول أنه من الولاية و ولاية الشيء إقبال عليه و خلاف الإعراض عنه فيكون المعنى إن تقبلوا أو تعرضوا فإن الله خبير بأعمالكم يجازي المحسن المقبل بإحسانه و المسيء المعرض بإعراضه و تركه الإقبال على ما يلزمه أن يقبل عليه قال و إذا قرأت «تَلْوُوا» فهي من اللي و اللي مثل الأعراض فيكون كالتكرير أ لا ترى أن قوله «لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ» معناه الإعراض و ترك الانقياد للحق و من قرأ «تَلْوُوا» من لوى فحجته أن يقول لا ينكر أن يتكرر اللفظان بمعنى واحد نحو قوله «فَسَجَدَ اَلْمَلاََئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ» و قول الشاعر:
(و هند أتى من دونها الناي و البعد)
و قول آخر:
(و ألفى قولها كذبا و مينا)
و قيل أن تلوا يجوز أن يكون تلووا و إن الواو التي هي عين همزت لانضمامها كما همزت في أدؤر ثم طرحت الهمزة و ألقيت حركتها على اللام التي هي فاء فصارت تلوا كما تطرح الهمزة في أدؤر و تلقي حركتها على الدال فتصير آدر.
اللغة
القسط و الأقساط العدل يقال أقسط الرجل إقساطا إذا عدل و أتى بالقسط و قسط الرجل يقسط قسوطا إذا جار و يقال قسط البعير يقسط قسطا إذا يبست يده و يد قسطاء أي يابسة فكان معنى أقساط أقام الشيء على حقيقته في التعديل و كان قسط أي جار معناه يبس الشيء و أفسد جهته المستقيمة و القوام فعال من القيام و هو أن يكون عادته القيام و اللي
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 188