اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 177
177
(1) - اَلْجَنَّةَ وَ لاََ يُظْلَمُونَ نَقِيراً» وعد الله تعالى بهذه الآية جميع المكلفين من الرجال و النساء إذا عملوا الأعمال الصالحة أي الطاعات الخالصة و هم مؤمنون موحدون مصدقون نبيه بأن يدخلهم الجنة و يثبتهم فيها و لا يبخسهم شيئا مما يستحقونه من الثواب و إن كان مقدار نقير في الصغر و قد قابل سبحانه الوعيد العام في الآية التي قبل هذه الآية بالوعد العام في هذه الآية ليقف المؤمن بين الخوف و الرجاء.
اللغة
الخليل مشتق من الخلة بضم الخاء التي هي المحبة أو من الخلة بفتح الخاء التي هي الحاجة و إنما استعمل بمعنى الصداقة لأن كل واحد من المتصادقين يسد خلل صاحبه و قيل لأن كل واحد منهما يطلع صاحبه على أسراره فكأنه في خلل قلبه و إنما استعمل في الحاجة للاختلال الذي يلحق الفقير فيما يحتاج إليه و منه قول زهير :
و إن أتاه خليل يوم مسغبة # يقول لا غائب مالي و لا حرم
و قال الأزهري الخليل الذي خص بالمحبة يقال دعا فلان فخلل أي خص.
الإعراب
دينا منصوب على التمييز و هو مما انتصب بعد تمام الاسم و قوله «وَ هُوَ مُحْسِنٌ» جملة في موضع النصب على الحال و كذلك قوله «وَ هُوَ مُؤْمِنٌ» في الآية التي قبل و حنيفا منصوب على الحال و ذو الحال الضمير في اتبع و المضمر هو النبي ص و يجوز أن يكون حنيفا حالا من «مِلَّةَ إِبْرََاهِيمَ » و كان حقه أن يكون فيه الهاء لأن فعيلا إذا كان بمعنى فاعل للمؤنث تثبت فيه الهاء إلا أنه قد جاء مجيء ناقة سديس و ريح حريق و يجوز أن يكون حالا من إبراهيم و الحال من المضاف إليه عزيز و قد جاء ذلك في الشعر قال النابغة :
قالت بنو عامر خالوا بني أسد # يا بؤس للجهل ضرارا لأقوام
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 3 صفحة : 177