responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 165

(1) -

اللغة

السوء القبيح الذي يواجه به صاحبه من ساءه يسوءه سوءا إذا واجهه بقبيح يكرهه و رجل سوء من شأنه أن يواجه الناس بالمكاره فأما السيئة فهي نقيض الحسنة ، و يجد أصله من الوجدان و هو الإدراك يقال وجدت الضالة وجدانا إذا أدركتها بعد ذهابك عنها و وجدت وجودا علمت و الوجود ضد العدم لأنه يظهر بالوجود كظهوره بالإدراك و الكسب فعل يجر به نفع أو يدفع به ضر و لذلك لا يوصف سبحانه به .

المعنى‌

ثم بين تعالى طريق التلافي و التوبة مما سبق منهم من المعصية فقال «وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً» أي معصية أو أمرا قبيحا «أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ» بارتكاب جريمة و قيل يعمل سوءا بأن يسرق الدرع أو يظلم نفسه بأن يرمي بها بريئا و قيل المراد بالسوء الشرك و بالظلم ما دون الشرك «ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اَللََّهَ» أي يتوب إليه و يطلب منه المغفرة «يَجِدِ اَللََّهَ غَفُوراً رَحِيماً» ثم بين الله تعالى أن جريمتهم و إن عظمت فإنها غير مانعة من المغفرة و قبول التوبة إذا استغفروا و تابوا} «وَ مَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمََا يَكْسِبُهُ عَلى‌ََ نَفْسِهِ» ظاهر المعنى و نظيره‌ لاََ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاََّ عَلَيْهََا مَنْ عَمِلَ صََالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَسََاءَ فَعَلَيْهََا «وَ كََانَ اَللََّهُ عَلِيماً» بكسبه «حَكِيماً» في عقابه و قيل عليما في قضائه فيهم و قيل عليما بالسارق حكيما في إيجاب القطع عليه ثم بين أن من ارتكب إثما ثم قذف به غيره كيف يعظم عقابه فقال‌} «وَ مَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً» أي يعمل ذنبا على عمد أو غير عمد «أَوْ إِثْماً» أي ذنبا تعمده و قيل الخطيئة الشرك و الإثم ما دون الشرك «ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً» ثم ينسب ذنبه إلى بري‌ء و قيل البري‌ء هو اليهودي الذي طرح عليه الدرع عن الحسن و غيره و قيل هو لبيد بن سهل و قد مضى ذكرهما قبل و قوله «ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً» اختلف في الضمير الذي هو الهاء في به فقيل يعود إلى الإثم أي بالإثم و قيل إلى واحد منهما و قيل يعني يكسبه «فَقَدِ اِحْتَمَلَ بُهْتََاناً» كذبا عظيما يتحير من عظمه «وَ إِثْماً مُبِيناً» أي ذنبا ظاهرا بينا و في هذه الآيات دلالة على أنه تعالى لا يجوز أن يخلق‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست