responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 148

(1) -

المعنى‌

لما حث سبحانه على الجهاد عقبه بما فيه من الفضل و الثواب فقال «لاََ يَسْتَوِي اَلْقََاعِدُونَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ» أي لا يعتدل المتخلفون عن الجهاد في سبيل الله من أهل الإيمان بالله و برسوله و المؤثرون الدعة و الرفاهية على مقاساة الحرب و المشقة بلقاء العدو «غَيْرُ أُولِي اَلضَّرَرِ» أي إلا أهل الضرر منهم بذهاب أبصارهم و غير ذلك من العلل التي لا سبيل لأهلها إلى الجهاد للضرر الذي بهم «وَ اَلْمُجََاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ» و منهاج دينه لتكون كلمة الله هي العليا و المستفرغون جهدهم و وسعهم في قتال أعداء الله و إعزاز دينه «بِأَمْوََالِهِمْ» إنفاقا لها فيما يوهن كيد الأعداء «وَ أَنْفُسِهِمْ» حملا لها على الكفاح في اللقاء «فَضَّلَ اَللََّهُ اَلْمُجََاهِدِينَ بِأَمْوََالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى اَلْقََاعِدِينَ دَرَجَةً» معناه فضيلة و منزلة «وَ كُلاًّ وَعَدَ اَللََّهُ اَلْحُسْنى‌ََ» معناه و كلا الفريقين من المجاهدين و القاعدين عن الجهاد وعده الله الجنة عن قتادة و غيره من المفسرين و في هذه دلالة على أن الجهاد فرض على الكفاية لأنه لو كان فرضا على الأعيان لما استحق القاعدون بغير عذر أجرا و قيل لأن المراد بالكل هنا المجاهد و القاعد من أولي الضرر المعذور عن مقاتل «وَ فَضَّلَ اَللََّهُ اَلْمُجََاهِدِينَ عَلَى اَلْقََاعِدِينَ» من غير أولي الضرر «أَجْراً عَظِيماً ` دَرَجََاتٍ مِنْهُ» أي منازل بعضها أعلى من بعض من منازل الكرامة و قيل هي درجات الأعمال كما يقال الإسلام درجة و الفقه درجة و الهجرة درجة و الجهاد في الهجرة درجة و القتل في الجهاد درجة عن قتادة و قيل معنى الدرجات هي الدرجات التسع التي درجها في سورة براءة في قوله‌ «ذََلِكَ بِأَنَّهُمْ لاََ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لاََ نَصَبٌ وَ لاََ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ وَ لاََ يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ اَلْكُفََّارَ وَ لاََ يَنََالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاََّ كُتِبَ لَهُمْ» «لِيَجْزِيَهُمُ اَللََّهُ أَحْسَنَ مََا كََانُوا يَعْمَلُونَ» فهذه الدرجات التسع عن عبد الله بن زيد } «وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً» هذا بيان خلوص النعيم بأنه لا يشويه غم بما كان منه من الذنوب بل غفر له ذلك ثم رحمه بإعطائه النعم و الكرامات «وَ كََانَ اَللََّهُ غَفُوراً» لم يزل الله غفارا للذنوب صفوحا لعبيدة من العقوبة عليها «رَحِيماً» بهم متفضلا عليهم و قد يسأل فيقال كيف قال في أول الآية «فَضَّلَ اَللََّهُ اَلْمُجََاهِدِينَ بِأَمْوََالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى اَلْقََاعِدِينَ دَرَجَةً» ثم قال في آخرها «وَ فَضَّلَ اَللََّهُ اَلْمُجََاهِدِينَ عَلَى اَلْقََاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ` دَرَجََاتٍ» و هذا متناقض الظاهرو أجيب عنه بجوابين (أحدهما) أن في أول الآية (فضل الله المجاهدين على القاعدين من أولي الضرر) درجة و في آخرها (فضلهم على القاعدين غير

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست