responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 122

(1) -

المعنى‌

«مََا أَصََابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اَللََّهِ» قيل هذا خطاب للنبي و المراد به الأمة عن الزجاج و قيل خطاب للإنسان أي ما أصابك أيها الإنسان عن قتادة و الجبائي قال و عنى بقوله «مِنْ حَسَنَةٍ» من نعمة في الدين و الدنيا فإنها من الله «وَ مََا أَصََابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ» أي من المعاصي «فَمِنْ نَفْسِكَ» و قيل عنى بالحسنة ما أصابهم يوم بدر من الغنيمة و بالسيئة ما أصابهم يوم أحد من الهزيمة عن ابن عباس قال أبو مسلم معناه لما جدوا في القتال يوم بدر و أطاعوا الله آتاهم النصر و لما خالفوا يوم أحد خلى بينهم فهزموا و قيل الحسنة الطاعة و السيئة المعصية عن أبي العالية قال أبو القسم و هذا كقوله‌ وَ جَزََاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهََا و قيل الحسنة النعمة و الرخاءو السيئة القحط و المرض و البلاء و المكاره و اللأواء و الشدائد التي تصيبهم في الدنيا بسبب المعاصي التي يفعلونها و ربما يكون لطفا و ربما يكون على سبيل العقوبة و إنما سماها «سَيِّئَةٍ» مجازا لأن الطبع ينفر عنها و إن كانت أفعالا حسنة غير قبيحة فيكون المعنى على هذا ما أصابك من الصحة و السلامة و سعة الرزق و جميع نعم الدين و الدنيا فمن الله و ما أصابك من المحن و الشدائد و الآلام و المصائب فبسبب ما تكسبه من الذنوب كما قال‌ وَ مََا أَصََابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمََا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ و قوله «فَمِنْ نَفْسِكَ» معناه فبذنبك عن الحسن و جماعة من المفسرين و فسره أبو القسم البلخي فقال ما أصاب المكلف من مصيبة فهي كفارة ذنب صغير أو عقوبة ذنب كبير أو تأديب وقع لأجل تفريط و قد قال النبي ص ما من خدش بعود و لا اختلاج عرق و لا عثرة قدم إلا بذنب و ما يعفو الله عنه أكثر و قيل «فَمِنْ نَفْسِكَ» أي من فعلك و قال علي بن عيسى و في الآية دلالة على أن الله لا يفعل الألم إلا على وجه اللطف أو العقاب دون مجرد العوض لأن المصائب إذا كانت كلها من قبل ذنب العبد فهي إما أن تكون عقوبة و إما أن تكون من قبل تأديب للمصلحة و قوله «وَ أَرْسَلْنََاكَ لِلنََّاسِ رَسُولاً» معناه و من الحسنة إرسالك يا محمد و من السيئة خلافك يا محمد «وَ كَفى‌ََ بِاللََّهِ شَهِيداً» لك و عليك و قيل في معنى اتصاله بما قبلها أن ما أصابهم فبشؤم ذنوبهم و إنما أنت رسول طاعتك طاعة الله و معصيتك معصية الله لا يطير بك بل الخير كله فيك «وَ كَفى‌ََ بِاللََّهِ شَهِيداً» أي كفى الله و معناه حسبك الله شاهدا لك على رسالتك و قيل معناه كفى بالله شهيدا على عباده بما يعملون من خير و شر فعلى هذا يكون متضمنا للترغيب في الخير و التحذير عن الشر.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 3  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست