responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 2  صفحة : 504

(1) -

المعنى‌

ثم بين سبحانه وقت الصيام و ما يتعلق به من الأحكام فقال «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ اَلصِّيََامِ اَلرَّفَثُ إِلى‌ََ نِسََائِكُمْ» أي الجماع و قال ابن عباس أن الله سبحانه حيي يكني بما شاء أن الرفث و اللباس و المباشرة و الإفضاء هو الجماع و قال الزجاج الرفث هو كلمة جامعة لكل ما يريد الرجل من المرأة و هذا يقتضي تحريما متقدما أزيل عنهم و المراد بليلة الصيام الليلة التي يكون في غدها الصوم و روي عن أبي جعفر و أبي عبد الله كراهية الجماع في أول ليلة من كل شهر إلا أول ليلة من شهر رمضان فإنه يستحب ذلك لمكان الآية و الأشبه أن يكون المراد به ليالي الشهر كله‌و إنما وحده لأنه اسم جنس يدل على الكثرة «هُنَّ لِبََاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبََاسٌ لَهُنَّ» أي هن سكن لكم و أنتم سكن لهن كما قال «وَ جَعَلْنَا اَللَّيْلَ لِبََاساً» أي سكنا عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و المعنى تلابسونهن و تخالطونهن بالمساكنة أي قل ما يصبر أحد الزوجين عن الآخر و قيل إنما جعل كل واحد منهما لباسا للآخر لانضمام جسد كل واحد منهما إلى جسد صاحبه حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه فلما كانا يتلابسان عند الجماع سمي كل واحد منهما لباسا لصاحبه و قال الربيع هن فراش لكم و أنتم لحاف لهن «عَلِمَ اَللََّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتََانُونَ أَنْفُسَكُمْ» لما حرم عليهم الجماع و الأكل بعد النوم و خالفوا في ذلك ذكرهم الله بالنعمة في الرخصة التي نسخت تلك التحريمة فقال «عَلِمَ اَللََّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتََانُونَ أَنْفُسَكُمْ» بالمعصية أي لا تؤدون الأمانة بالامتناع عن المباشرة و قيل معنى تختانون تنقصون أنفسكم من شهواتها و تمنعونها من لذاتها باجتناب ما نهيتم عنه فخففه الله عنكم «فَتََابَ عَلَيْكُمْ» أي قبل توبتكم و قيل معناه فرخص لكم و أزال التشديد عنكم «وَ عَفََا عَنْكُمْ» فيه وجهان (أحدهما) غفر ذنوبكم (و الآخر) أزال تحريم ذلك عنكم و ذلك عفو عن تحريمه عليهم «فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ» بالليل أي جامعوهن لفظه أمر و معناه الإباحة «وَ اِبْتَغُوا مََا كَتَبَ اَللََّهُ لَكُمْ» فيه قولان‌ (أحدهما) اطلبوا ما قضى الله لكم من الولد عن الحسن و أكثر المفسرين و هو أن يجامع الرجل أهله رجاء أن يرزقه الله ولدا يعبده و يسبح له (و الآخر) اطلبوا ما كتب الله لكم من الحلال الذي بينه في كتابه فإن الله يحب أن يؤخذ برخصة كما يحب أن يؤخذ بعزائمه و قوله «وَ كُلُوا وَ اِشْرَبُوا» إباحة للأكل و الشرب «حَتََّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ» أي ليظهر و يتميز لكم على التحقيق الخيط الأبيض من الخيط الأسود أي النهار من الليل فأول النهار طلوع الفجر الثاني و قيل بياض الفجر من سواد الليل و قيل بياض أول النهار من سواد آخر الليل و إنما شبه ذلك بالخيط لأن القدر الذي يحرم الإفطار من البياض يشبه الخيط فيزول به مثله من السواد و لا اعتبار بالانتشار «مِنَ اَلْفَجْرِ» يحتمل-من-معنيين‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 2  صفحة : 504
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست