اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 10 صفحة : 805
(1) -
أرى الموت يعتام الكرام و يصطفي # عقيلة مال الفاحش المتشدد
و قيل معناه و إنه لشديد الحب للخير أي المال عن الفراء و قال ابن زيد : سمى الله سبحانه المال خيرا و عسى أن يكون خبيثا و حراما و لكن لأن الناس يعدونه خيرا فكذلك سمي الجهاد سوءا فقال لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ أي قتال و ليس هو عند الله بسوء لأن الناس يسمونه سوءا و قال سبحانه على وجه التذكير و الوعيد} «أَ فَلاََ يَعْلَمُ» هذا الإنسان الذي وصفناه «إِذََا بُعْثِرَ مََا فِي اَلْقُبُورِ» أي بعث الموتى و نشروا و أخرجوا و مثله بحثر} «وَ حُصِّلَ مََا فِي اَلصُّدُورِ» أي ميزوا بين ما فيها من الخير و الشرو قيل معناه و أظهر ما أخفته الصدور ليجازي على السر كما يجازي على العلانية} «إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» قال الزجاج : الله سبحانه خبير بهم في ذلك اليوم و في غيره و لكن المعنى أن الله يجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم و ليس يجازيهم إلا بعلمه بأحوالهم و أعمالهم و مثله قوله أُولََئِكَ اَلَّذِينَ يَعْلَمُ اَللََّهُ مََا فِي قُلُوبِهِمْ و معناه أولئك الذين لا يترك الله مجازاتهم و في هذا إشارة إلى الزجر و الوعيد فإن الإنسان متى علم أن خالقه يرى جميع أعماله و يعلم سائر أفعاله و يحقق ذلك لا بد أن ينزجر عن المعاصي.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 10 صفحة : 805