responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 780

(1) - أ لا ترى أن اللوم أعم من التبطئة لأن التبطئة نسبة قوم إلى البطء فهذا بعض اللوم و قوله «إِنَّ اَلْإِنْسََانَ لَيَطْغى‌ََ ` أَنْ رَآهُ اِسْتَغْنى‌ََ» الضمير المستكن في رآه عائد إلى الضمير المستكن في يطغى و الهاء في رآه عائد إلى الضمير المستكن فيه و إنما جاز أن يعود الضمير المنصوب إلى ضمير الفاعل في باب علمت و أخواتها من غير ذكر النفس لدخول هذه الأفعال على المبتدأ و الخبر و الخبر هو نفس المبتدأ فتقول علمتني و حسبتني أفعل كذا و لا يجوز في غيرها إلا بواسطة النفس تقول ضربت نفسي و لا تقول ضربتني و إن رآه في محل نصب لأنه مفعول له و «اِسْتَغْنى‌ََ» جملة في موضع النصب لكونها مفعولة ثانية لرآه و التقدير لأن رآه مستغنيا. ناصية بدل من الناصية أي بناصية كاذبة خاطئة و معناه بناصية صاحبها كاذب خاطئ يقال فلان نهاره صائم و ليلة قائم أي هو صائم في نهاره و قائم في ليله. «فَلْيَدْعُ نََادِيَهُ» أي أهل نادية فحذف المضاف. و النون في «لَنَسْفَعاً» نون التأكيد الخفيفة و الاختيار عند البصريين أن تكتب بالألف لأن الوقف عليها بالألف و اختار الكوفيون أن تكتب بالنون لأنها نون في الحقيقة.

المعنى‌

«اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ» هذا أمر من الله سبحانه لنبيه ص أن يقرأ باسم ربه و أن يدعوه بأسمائه الحسنى و في تعظيم الاسم تعظيم المسمى لأن الاسم ذكر المسمى بما يخصه فلا سبيل إلى تعظيمه إلا بمعناه و لهذا لا يعظم اسم الله حق تعظيمه إلا من هو عارف به و معتقد عبادته و لهذا قال سبحانه‌ قُلِ اُدْعُوا اَللََّهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمََنَ أَيًّا مََا تَدْعُوا فَلَهُ اَلْأَسْمََاءُ اَلْحُسْنى‌ََ و قال سَبِّحِ اِسْمَ رَبِّكَ اَلْأَعْلَى فالباء هنا زائدة و التقدير اقرأ باسم ربك و أكثر المفسرين على أن هذه السورة أول ما نزل من القرآن و أول يوم نزل جبرائيل (ع) على رسول الله ص و هو قائم على حراء علمه خمس آيات من أول هذه السورة و قيل أول ما نزل من القرآن قوله‌ «يََا أَيُّهَا اَلْمُدَّثِّرُ» و قد مر ذكره و قيل أول سورة نزلت على رسول الله ص فاتحة الكتاب رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله ص قال لخديجة :

إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقالت ما يفعل الله بك إلا خيرا فو الله إنك لتؤدي الأمانة و تصل الرحم و تصدق الحديث قالت خديجة : فانطلقنا إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى هو ابن عم خديجة فأخبره رسول الله ص بما رأى فقال له ورقة : إذا أتاك فاثبت له حتى تسمع ما يقول ثم أتيني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل له ذلك فقال له أبشر ثم أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم و أنك على مثل ناموس موسى و أنك نبي مرسل و أنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا و لئن أدركني ذلك لأجاهدن معك فلما توفي ورقة قال رسول الله ص : لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي و صدقني‌ يعني ورقة و روي أن ورقة قال في ذلك:

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 780
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست