responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 761

(1) - و قيل إذا مات و هلك عن مجاهد و قيل للحسن أن فلانا جمع مالا فقال هل جمع لذلك عمرا قالوا لا قال فما تصنع الموتى بالأموال‌} «إِنَّ عَلَيْنََا لَلْهُدى‌ََ» معناه إن علينا لبيان الهدى بالدلالة عليه فأما الاهتداء فإليكم أخبر سبحانه أن الهدى واجب عليه و لو جاز الإضلال عليه لما وجب الهدايةقال قتادة : معناه أن علينا بيان الطاعة و المعصية} «وَ إِنَّ لَنََا لَلْآخِرَةَ وَ اَلْأُولى‌ََ» و إن لنا ملك الآخرة و ملك الأولى فلا يزيد في ملكنا اهتداء من اهتدى و لا ينقص منه عصيان من عصى و لو نشاء لمنعناهم عن ذلك قسرا و جبرا و لكن التكليف اقتضى أن نمنعهم بيانا و أمرا و زجرا}ثم خوف سبحانه العادل عن الهدى فقال «فَأَنْذَرْتُكُمْ نََاراً تَلَظََّى» أي خوفتكم نارا تتلهب و تتوهج و تتوقد} «لاََ يَصْلاََهََا» أي لا يدخل تلك النار و لا يلزمها «إِلاَّ اَلْأَشْقَى» و هو الكافر بالله‌} «اَلَّذِي كَذَّبَ» بآيات الله و رسله «وَ تَوَلََّى» أي أعرض عن الإيمان «وَ سَيُجَنَّبُهَا» أي سيجنب النار و يجعل منها على جانب «اَلْأَتْقَى» المبالغ في التقوى «اَلَّذِي يُؤْتِي مََالَهُ» أي ينفقه في سبيل الله «يَتَزَكََّى» يطلب أن يكون عند الله زكيا لا يطلب بذلك رياء و لا سمعةقال القاضي : قوله «لاََ يَصْلاََهََا إِلاَّ اَلْأَشْقَى ` اَلَّذِي كَذَّبَ وَ تَوَلََّى» لا يدل على أنه تعالى لا يدخل النار إلا الكافر على ما يقوله الخوارج و بعض المرجئة و ذلك لأنه نكر النار المذكورة و لم يعرفها فالمراد بذلك أن نارا من جملة النيران لا يصلاها إلا من هذه حاله و النيران دركات على ما بينه سبحانه في سورة النساء في شأن المنافقين فمن أين عرف أن غير هذه النار لا يصلاها قوم آخرون و بعد فإن الظاهر من الآية يوجب أن لا يدخل النار إلا من كذب و تولى و جمع بين الأمرين فلا بد للقوم من القول بخلافه لأنهم يوجبون النار لمن يتولى عن كثير من الواجبات و إن لم يكذب‌و قيل أن الأتقى و الأشقى المراد بهما التقي و الشقي كما قال طرفة :

تمنى رجال أن أموت و إن أمت # فتلك سبيل لست فيها بأوحد

أراد بواحد}ثم وصف سبحانه الأتقى فقال «وَ مََا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى‌ََ» أي و لم يفعل الأتقى ما فعله من إيتاء المال و إنفاقه في سبيل الله ليد أسديت إليه يكافئ عليها و لا ليد يتخذها عند أحد من الخلق‌} «إِلاَّ اِبْتِغََاءَ وَجْهِ رَبِّهِ اَلْأَعْلى‌ََ» أي و لكنه فعل ما فعل يبتغي به وجه الله و رضاه و ثوابه و إنما ذكر الوجه طلبا لشرف الذكر و المعنى إلا الله و لابتغاء ثواب الله «وَ لَسَوْفَ يَرْضى‌ََ» أي و لسوف يعطيه الله من الجزاء و الثواب ما يرضى به فإنه يعطيه كل ما تمنى و لم يخطر بباله فيرضى به لا محالة.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 761
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست