responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 741

(1) - الملساء «وَ جََاءَ رَبُّكَ» أي أمر ربك و قضاؤه و محاسبته عن الحسن و الجبائي و قيل جاء أمره الذي لا أمر معه بخلاف حال الدنيا عن أبي مسلم و قيل جاء جلائل آياته فجعل مجيئها مجيئه تفخيما لأمرها و قال بعض المحققين: المعنى و جاء ظهور ربك لضرورة المعرفة به لأن ظهور المعرفة بالشي‌ء يقوم مقام ظهوره و رؤيته و لما صارت المعارف بالله في ذلك اليوم ضرورية صار ذلك كظهوره و تجليه للخلق فقيل جاء ربك أي زالت الشبهة و ارتفع الشك كما يرتفع عند مجي‌ء الشي‌ء الذي كان يشك فيه جل و تقدس عن المجي‌ء و الذهاب لقيام البراهين القاهرة و الدلائل الباهرة على أنه سبحانه ليس بجسم «وَ اَلْمَلَكُ» أي و تجي‌ء الملائكة «صَفًّا صَفًّا» يريد صفوف الملائكة و أهل كل سماء صف على حدة عن عطاء و قال الضحاك :

أهل كل سماء إذا زلزلوا يوم القيامة كانوا صفا محيطين بالأرض و بمن فيها فيكون سبع صفوف فذلك قوله «صَفًّا صَفًّا» و قيل معناه مصطفين كصفوف الناس في الصلاة يأتي الصف الأول ثم الصف الثاني ثم الصف الثالث ثم على هذا الترتيب لأن ذلك أشبه بحال الاستواء من التشويش فالتعديل و التقويم أولى‌} «وَ جِي‌ءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ» أي و أحضرت في ذلك اليوم جهنم ليعاقب بها المستحقون لها و يرى أهل الموقف هولها و عظم منظرها و روي مرفوعا عن أبي سعيد الخدري قال لما نزلت هذه الآية تغير وجه رسول الله ص و عرف في وجهه حتى اشتد على أصحابه ما رأوا من حاله و انطلق بعضهم إلى علي بن أبي طالب (ع) فقالوا يا علي لقد حدث أمر قد رأيناه في نبي الله ص فجاء علي (ع) فاحتضنه من خلفه و قبل بين عاتقيه ثم قال يا نبي الله بأبي أنت و أمي ما الذي حدث اليوم قال جاء جبرائيل (ع) فأقرأني «وَ جِي‌ءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ» قال فقلت كيف يجاء بها قال يجي‌ء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ثم أتعرض لجهنم فتقول ما لي و لك يا محمد فقد حرم الله لحمك علي فلا يبقى أحد إلا قال نفسي نفسي و إن محمدا يقول رب أمتي أمتي‌ ثم قال سبحانه‌ «يَوْمَئِذٍ» يعني يوما يجاء بجهنم «يَتَذَكَّرُ اَلْإِنْسََانُ» أي يتعظ و يتوب الكافر «وَ أَنََّى لَهُ اَلذِّكْرى‌ََ» أي و من أين له التوبة عن الزجاج و قيل معناه يتذكر الإنسان ما قصر و فرط إذ يعلم يقينا ما قد توعد به فكيف ينفعه التذكر أثبت له التذكر ثم نفاه بمعنى أنه لا ينتفع به فكأنه لم يكن و كان ينبغي له أن يتذكر في وقت ينفعه ذلك فيه ثم حكى سبحانه ما يقول الكافر و المفرط الجاني على نفسه و يتمناه بقوله‌} «يَقُولُ يََا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيََاتِي» أي يتمنى أن يكون قد كان عمل الطاعات و الحسنات لحياته بعد موته أو عملها للحياة التي تدوم له بقوله «يََا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيََاتِي» العمل الصالح لآخرتي التي لا موت فيها ثم قال سبحانه‌} «فَيَوْمَئِذٍ لاََ يُعَذِّبُ عَذََابَهُ أَحَدٌ» أي لا يعذب عذاب الله أحد من‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 741
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست