responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 680

(1) -

القراءة

قرأ أهل الكوفة و أبو جعفر «فَعَدَلَكَ» خفيفة و الباقون بالتشديد و قرأ أبو جعفر بل يكذبون بالياء و الباقون بالتاء و قرأ ابن كثير و أهل البصرة يوم لا تملك بالرفع و الباقون بالنصب و في الشواذ قراءة سعيد بن جبير ما أغرك بربك .

الحجة

أما عدلك بالتشديد فمعناه عدل خلقك فأخرجك في أحسن تقويم و أما «فَعَدَلَكَ» بالتخفيف فمعناه عدل بعضك ببعض فكنت معتدل الخلقة متناسبها فلا تفاوت فيها و قوله يكذبون بالياء يكون إخبارا عن الكفار و بالتاء على خطابهم و أما وجه الرفع في قوله يوم لا تملك نفس أنه خبر مبتدإ محذوف أي هو يوم لا تملك و المعنى يوم الدين يوم لا تملك نفس‌و أما النصب فإنه لما قال وَ مََا أَدْرََاكَ مََا يَوْمُ اَلدِّينِ فجرى ذكر الدين و هو الجزاء قال «يَوْمَ لاََ تَمْلِكُ» يعني الجزاء يوم لا تملك نفس فصار «يَوْمَ لاََ تَمْلِكُ» خبر الجزاء المضمر لأنه حدث و تكون أسماء الزمان أخبارا عن الحدث و يجوز النصب على وجه آخر و هو أن اليوم لما جرى في أكثر الأمر ظرفا ترك على ما كان يكون عليه في أكثر أمره و الدليل على ذلك ما اجتمع عليه القراء و العرب في قوله تعالى‌ «وَ أَنََّا مِنَّا اَلصََّالِحُونَ وَ مِنََّا دُونَ ذََلِكَ» و مما يقوي النصب في ذلك قوله‌ «وَ مََا أَدْرََاكَ مَا اَلْقََارِعَةُ ` يَوْمَ يَكُونُ اَلنََّاسُ» و قوله «يَسْئَلُونَ أَيََّانَ يَوْمُ اَلدِّينِ ` يَوْمَ هُمْ عَلَى اَلنََّارِ يُفْتَنُونَ» فالنصب في «يَوْمَ لاََ تَمْلِكُ نَفْسٌ» مثل هذا و نحوه قال أبو الحسن و لو رفع ذلك كله كان جيدا إلا أنا نختار ما عليه الناس و أما من قرأ ما أغرك فيجوز أن يكون معناه ما الذي دعاك إلى الاغترار به و يجوز أن يكون تعجبا و قد قيل في قوله‌ «فَمََا أَصْبَرَهُمْ عَلَى اَلنََّارِ» هذان الوجهان و أغرك يجوز أن يكون من الغر و الغرارة فيكون معناه ما أجهلك و ما أغفلك عما يراد بك و يجوز أن يكون من الغرور على غير القياس‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 680
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست