responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 677

(1) - و قد ذكرنا اختلاف العلماء فيه عند قوله‌ «لاََ أُقْسِمُ بِيَوْمِ اَلْقِيََامَةِ» «بِالْخُنَّسِ» و هي النجوم تخنس بالنهار و تبدو بالليل و} «اَلْجَوََارِ» صفة لها لأنها تجري في أفلاكها «اَلْكُنَّسِ» من صفتها أيضا لأنها تكنس أي تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها و هي خمسة أنجم زحل و المشتري و المريخ و الزهرة و عطارد عن علي (ع) و قيل معناه أنها تخنس بالنهار فتختفي و لا ترى و تكنس في وقت غروبها فهذا خنوسها و كنوسها و قيل هي بقر الوحش عن ابن مسعود و قيل هي الظباء عن ابن جبير } «وَ اَللَّيْلِ إِذََا عَسْعَسَ» أي إذا أدبر بظلامه عن علي (ع) و ابن عباس و مجاهد و قتادة و قيل أقبل بظلامه عن الحسن و قيل أظلم عن الجبائي «وَ اَلصُّبْحِ إِذََا تَنَفَّسَ» أي إذا أسفر و أضاء و المعنى امتد ضوءه حتى يصير نهارا} «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» هذا جواب القسم أي أن القرآن قول رسول كريم على ربه و هو جبرائيل و هو كلام الله تعالى أنزله على لسانه أي سمعه محمد من جبرائيل و لم يقله من قبل نفسه عن الحسن و قتادة و قيل إنما أضافه إلى جبرائيل لأن الله تعالى قال لجبرائيل ائت محمدا ص و قل له كذا ثم وصف جبرائيل (ع) فقال‌} «ذِي قُوَّةٍ» أي فيما كلف و أمر به من العلم و العمل و تبليغ الرسالةو قيل ذي قدرة في نفسه و من قوته قلعه ديار قوم لوط بقوادم جناحه حتى بلغ بها السماء ثم قلبها «عِنْدَ ذِي اَلْعَرْشِ مَكِينٍ» معناه متمكن عند الله صاحب العرش و خالقه رفيع المنزلة عظيم القدر عنده كما يقال فلان مكين عند السلطان و المكانة القرب } «مُطََاعٍ ثَمَّ» أي في السماء تطيعه ملائكة السماء قالوا و من طاعة الملائكة لجبرائيل أنه أمر خازن الجنة ليلة المعراج حتى فتح لمحمد ص أبوابها فدخلها و رأى ما فيها و أمر خازن النار ففتح له عنها حتى نظر إليها «أَمِينٍ» أي على وحي الله و رسالاته إلى أنبيائه و في‌ الحديث أن رسول الله ص قال لجبرائيل (ع) ما أحسن ما أثنى عليك ربك «ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي اَلْعَرْشِ مَكِينٍ ` مُطََاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ» فما كانت قوتك و ما كانت أمانتك فقال أما قوتي فإني بعثت إلى مداين لوط و هي أربع مداين في كل مدينة أربعمائة ألف مقاتل سوى الذراري فحملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج و نباح الكلاب‌ثم هويت بهن فقلبتهن و أما أمانتي فإني لم أومر بشي‌ء فعدوته إلى غيره‌ ثم خاطب سبحانه جماعة الكفار فقال‌} «وَ مََا صََاحِبُكُمْ» الذي يدعوكم إلى الله و إخلاص طاعته «بِمَجْنُونٍ» و المجنون المغطى على عقله حتى لا يدرك الأمور على ما هي عليه للآفة الغامرة له و بغمور الآفة يتميز من النائم لأن النوم ليس بآفة و هذا أيضا من جواب القسم أقسم الله عز اسمه أن القرآن نزل به جبرائيل و أن محمدا ص ليس على ما يرميه به أهل مكة من الجنون‌} «وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ اَلْمُبِينِ» أي رأي محمدا ص جبرائيل (ع) على صورته التي خلقه الله تعالى عليها حيث تطلع الشمس و هو

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 10  صفحة : 677
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست