ثم قال سبحانه «إِنََّا بَلَوْنََاهُمْ» يعني أهل مكة أي اختبرناهم بالجوع و القحط «كَمََا بَلَوْنََا أَصْحََابَ اَلْجَنَّةِ» أي البستان الذي فيه الشجر قال سعيد بن جبير و هذه الجنة حديقة كانت باليمن في قرية يقال لها صروان بينها و بين صنعاء اثنا عشر ميلا كانت لشيخ و كان يمسك منها قدر كفايته و كفاية أهله و يتصدق بالباقي فلما مات قال بنوه نحن أحق بها لكثرة عيالنا و لا يسعنا أن نفعل كما فعل أبونا و عزموا على حرمان المساكين فصارت عاقبتهم إلى ما قص الله تعالى في كتابه و هو قوله «إِذْ أَقْسَمُوا» أي حلفوا فيما بينهم «لَيَصْرِمُنَّهََا مُصْبِحِينَ» أي ليقطعن ثمرتها إذا دخلوا في وقت الصباح} «وَ لاََ يَسْتَثْنُونَ» أي غير مستثنين في أيمانهم فلم يقولوا إن شاء الله فإن قول القائل لأفعلن كذا إلا أن يشاء الله استثناء و معناه إلا أن يشاء الله منعي أو تمكين مانعي} «فَطََافَ عَلَيْهََا طََائِفٌ مِنْ رَبِّكَ» أي أحاطت بها النار فاحترقت عن ابن عباس و قيل معناه طرقها طارق من أمر الله عن قتادة «وَ هُمْ نََائِمُونَ» أي في حال نومهم قال مقاتل بعث الله نارا بالليل على جنتهم فأحرقتها حتى صارت مسودة فذلك قوله} «فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ» أي كالليل المظلم و الصريمان الليل و النهار
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 10 صفحة : 505