responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 469

(1) - قوله‌ بُرْهََانَ و إن قتل الأنبياء لا يكون إلا بغير حق و ذلك بأن وصف الشي‌ء بما لا بد أن يكون عليه من الصفة و مثله في الشعر قول النابغة :

يحفه جانبا نيق و يتبعه # مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد

أي ليس بها رمد فيكتحل له و قول الآخر:

لا يغمز الساق من أين و من وصب # و لا يعض على شرسوفه الصفر

أي ليس بساقه أين و لا وصب فيغمزها من أجلهما و قول سويد بن أبي الكاهل :

من أناس ليس في أخلاقهم # عاجل الفحش و لا سوء الجزع‌

و لم يرد أن في أخلاقهم فحشا آجلا أو جزعا غير سي‌ء بل نفي الفحش و الجزع عن أخلاقهم و في أمثال هذا كثيرة «أُولََئِكَ» يعني الذين كتموا ذلك و أخذوا الأجر على الكتمان «مََا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ اَلنََّارَ» و معناه أن أكلهم في الدنيا و إن كان طيبا في الحال فكأنهم لم يأكلوا إلا النار لأن ذلك يؤديهم إلى النار كقوله سبحانه في أكل مال اليتيم: «إِنَّمََا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نََاراً» عن الحسن و الربيع و أكثر المفسرين‌و قيل إنهم يأكلون النار حقيقة في جهنم عقوبة لهم على كتمانهم فيصير ما أكلوا في بطونهم نارا يوم القيامة فسماه في الحال بما يصير إليه في المال و إنما ذكر البطون و إن كان الأكل لا يكون إلا في البطن لوجهين (أحدهما) أن العرب تقول جعت في غير بطني و شبعت في غير بطني إذا جاع من يجري جوعة مجرى جوعة و شبعه مجرى شبعه فذكر ذلك لإزالة اللبس (و الآخر) أنه لما استعمل المجاز بأن أجري على الرشوة اسم النار حقق بذكر البطن ليدل على أن النار تدخل أجوافهم «وَ لاََ يُكَلِّمُهُمُ اَللََّهُ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» فيه وجهان (أحدهما) أنه لا يكلمهم بما يحبون و في ذلك دليل على غضبه عليهم و إن كان يكلمهم بالسؤال بالتوبيخ و بما يغمهم كما قال‌ «فَلَنَسْئَلَنَّ اَلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ» و قال‌ اِخْسَؤُا فِيهََا وَ لاََ تُكَلِّمُونِ و هذا قول الحسن و الجبائي (و الثاني) أنه لا يكلمهم أصلا فتحمل آيات المسألة على أن الملائكة تسألهم عن الله و بأمره و يتأول قوله‌ اِخْسَؤُا فيها على دلالة الحال و إنما يدل نفي الكلام على الغضب في الوجه الأول من حيث أن الكلام وضع في‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 469
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست