اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 386
(1) - النار على الدعاء من إبراهيم (ع) و عن ابن محيصن ثم أطره بإدغام الضاد في الطاء.
الحجة
قال أبو علي التشديد في «فَأُمَتِّعُهُ» أولى لأن التنزيل عليه قال سبحانه يُمَتِّعْكُمْ مَتََاعاً حَسَناً و كَمَنْ مَتَّعْنََاهُ مَتََاعَ اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا و وجه قراءة ابن عامر إن أمتع لغة قال الراعي :
خليلين من شعبين شتى تجاورا # قديما و كانا بالتفرق أمتعا
قال أبو زيد أمتعا أراد تمتعا فأما قراءة ابن عباس فأمتعه فيحتمل أمرين من ابن جني (أحدهما) أن يكون الضمير في قال لإبراهيم أي قال إبراهيم أيضا و من كفر فأمتعه يا رب و حسن إعادة قال لطول الكلام و لأنه انتقل من الدعاء لقوم إلى الدعاء على آخرين و الآخر أن يكون الضمير في قال لله تعالى أي فأمتعه يا خالق أو يا إله يخاطب بذلك نفسه عز و جل فجرى ذلك على ما تعتاده العرب من أمر الإنسان لنفسه كقول الأعشى :
ودع هريرة إن الركب مرتحل # و هل تطيق وداعا أيها الرجل.
ـ
اللغة
البلد و المصر و المدينة نظائر و أصله من قولهم بلد للأثر في الجلد و غيره و جمعه أبلاد و من ذلك سميت البلاد لأنها مواضع مواطن الناس و تأثيرهم و من ذلك قولهم لكركرة البعير بلدة لأنه إذا برك تأثرت و الاضطرار هو الفعل في الغير على وجه لا يمكنه الانفكاك منه إذا كان من جنس مقدوره و لهذا لا يقال فلان مضطر إلى لونه و إن كان لا يمكنه دفعه عن نفسه لما لم يكن اللون من جنس مقدوره و يقال هو مضطر إلى حركة الفالج و حركة العروق لما كانت الحركة من جنس مقدوره و المصير الحال التي يؤدي إليها أول لها و صار و حال و آل نظائر و صير كل أمر مصيره و صير الباب شقة و في الحديث من نظر في صير باب فقد دمر و صيور الأمر آخره .
الإعراب
قوله «مَنْ آمَنَ» محله نصب لأنه بدل من أهله و هو بدل البعض من الكل كما تقول أخذت المال ثلثه و جعلت متاعك بعضه على بعض و قوله «وَ مَنْ كَفَرَ» يجوز أن يكون موصولا و صلة في موضع الرفع على الابتداء و يجوز أن يكون من أسماء الشرط في موضع رفع بالابتداء و كفر شرطه و «فَأُمَتِّعُهُ» الفاء و ما بعده جزاء و معنى حرف الشرط الذي تضمنه من مع الشرط و الجزاء في موضع خبر المبتدأ و على القول الأول فالفاء و ما بعده خبر المبتدأ «وَ بِئْسَ اَلْمَصِيرُ» فعل و فاعل في موضع الرفع لأنه خبر مبتدإ
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 386