responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 359

(1) -

المعنى‌

ثم بين سبحانه ما بين أهل الكتاب من الاختلاف مع تلاوة الكتاب فقال «وَ قََالَتِ اَلْيَهُودُ لَيْسَتِ اَلنَّصََارى‌ََ عَلى‌ََ شَيْ‌ءٍ» في تدينهم بالنصرانية «وَ قََالَتِ اَلنَّصََارى‌ََ لَيْسَتِ اَلْيَهُودُ عَلى‌ََ شَيْ‌ءٍ» في تدينهم باليهودية «وَ هُمْ يَتْلُونَ اَلْكِتََابَ» أي يقرءونه و ذكر فيه وجهان (أحدهما) أن فيه حل الشبهة بأنه ليس في تلاوة الكتاب معتبر في الإنكار لما لم يؤت على إنكاره ببرهان فلا ينبغي أن يدخل الشبهة بإنكار أهل الكتاب لملة الإسلام إذ كل فريق من أهل الكتاب قد أنكر ما عليه الآخر ثم بين أن سبيلهم كسبيل من لا يعلم الكتاب من مشركي العرب و غيرهم ممن لا كتاب لهم في الإنكار لدين الإسلام (و الوجه الآخر) الذم لمن أنكر ذلك من أهل الكتاب على جهة العناد إذ قد ساوى المعاند منهم للحي الجاهل به في الدفع له فلم ينفعه علمه و قوله «كَذََلِكَ قََالَ اَلَّذِينَ لاََ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ» معناه أن مشركي العرب الذين هم جهال و ليس لهم كتاب هكذا قالوا لمحمد و أصحابه أنهم ليسوا على شي‌ء من الدين مثل ما قالت اليهود و النصارى بعضهم لبعض عن السدي و مقاتل و قيل معناه أن مشركي العرب قالوا بأن جميع الأنبياء و أممهم لم يكونوا على شي‌ء و كانوا على خطإ فقد ساووكم يا معشر اليهود في الإنكار و هم لا يعلمون و قيل أن هؤلاء الذين لا يعلمون أمم كانت قبل اليهود و النصارى و قبل التوراة و الإنجيل كقوم نوح و عاد و ثمود قالوا لأنبيائهم لستم على شي‌ء عن عطاء و قيل أن الأصح أن المراد بقوله «كَذََلِكَ قََالَ اَلَّذِينَ لاََ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ» أسلاف اليهود و المراد بقوله «وَ قََالَتِ اَلْيَهُودُ لَيْسَتِ اَلنَّصََارى‌ََ عَلى‌ََ شَيْ‌ءٍ» هؤلاء الذين كانوا على عهد النبي ص لأنه حكي قول مبطل لمبطل فلا يجوز أن يعطف عليه قول مبطل لمحق و قوله «فَاللََّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ فِيمََا كََانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» فيه وجوه (أحدها) أن حكمه بينهم أن يكذبهم جميعا و يدخلهم النار عن الحسن (و ثانيها) أن حكمه فيهم الانتصاف من الظالم المكذب بغير حجة و لا برهان للمظلوم المكذب عن أبي علي (و ثالثها) أن حكمه أن يريهم من يدخل الجنة عيانا و من يدخل النار عيانا و هذا هو الحكم الفصل في الآخرة بما يصير إليه كل فرقة فأما الحكم بينهم في العقد فقد بينه الله جل و عز فيما أظهر من حجج المسلمين و في عجز الخلق عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن عن الزجاج .

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست