responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 211

(1) -

اللغة

اللبس و التغطية و التعمية نظائر و الفرق بين التغطية و التعمية أن التغطية تكون بالزيادة و التعمية قد تكون بالنقصان و الزيادة و ضد اللبس الإيضاح و اللباس ما واريت به جسدك و لباس التقوى الحياء و اللبس خلط الأمور بعضها ببعض و الفعل لبس الأمر يلبس لبسا و لبس الثوب يلبسه لبسا و الفرق بين اللبس و الإخفاء أن الإخفاء يمكن أن يدرك معه المعنى و لا يمكن مع اللبس إدراك المعنى و الإشكال قد يدرك معه المعنى إلا أنه بصعوبة لأجل التعقيد و قال أمير المؤمنين ع للحرث بن حوط يا حار إنه ملبوس عليك أن الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله‌ و الباطل و البطل واحد و هو ضد الحق و البطلان و الفساد و الكذب و الزور و البهتان نظائر و أبطلت الشي‌ء جعلته باطلا و أبطل الرجل جاء بباطل .

الإعراب‌

قوله «وَ تَكْتُمُوا اَلْحَقَّ» يحتمل وجهين من الإعراب أحدهما الجزم على النهي كأنه قال لا تلبسوا الحق و لا تكتموا فيكون عطف جملة على جملة و الآخر النصب على الظرف بإضمار أن فيكون عطف الاسم على مصدر الفعل الذي قبله و تقديره لا يكن منكم لبس الحق و كتمانه و دل تلبسوا على لبس كما يقال من كذب كان شرا له فكذب يدل على الكذب فكأنه قال من كذب كان الكذب شرا قال الشاعر في مثله

لا تنه عن خلق و تأتي مثله # عار عليك إذا فعلت عظيم‌

أي لا تجمع بين النهي عن خلق و الإتيان بمثله.

المعنى‌

«لاََ تَلْبِسُوا» أي لا و تخلطوا «اَلْحَقَّ بِالْبََاطِلِ» و معنى لبسهم الحق بالباطل أنهم آمنوا ببعض الكتاب و كفروا ببعض لأنهم جحدوا صفة النبي ص فذلك الباطل و أقروا بغيره مما في الكتاب‌و قيل معناه لا تحرفوا الكلم عن مواضعه فالتحريف هو الباطل و تركهم ما في الكتاب على ما هو به هو الحق و قال ابن عباس لا تخلطوا الصدق بالكذب و قيل الحق التوراة التي أنزلها الله على موسى و الباطل ما كتبوه بأيديهم و قيل الحق إقرارهم أن محمدا مبعوث إلى غيرهم و الباطل إنكارهم أن يكون بعث إليهم و قوله «وَ تَكْتُمُوا اَلْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» أي لا تكتموا صفة النبي ص في التوراة و أنتم تعلمون أنه حق و الخطاب متوجه إلى رؤساء أهل الكتاب كما وصفهم بأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه للتلبيس على أتباعهم و هذا تقبيح لما يفعلونه أي يجحدون ما يعلمون و جحد العالم أعظم من جحد الجاهل و قيل معناه و أنتم تعلمون البعث و الجزاء و قيل معناه و أنتم تعلمون ما أنزل ببني إسرائيل و ما سينزل بمن كذب على الله تعالى و قيل معناه و أنتم‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست