اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 91
مَخاريق زَخْرَفُوها ، واستفادوا ـ بما انتزعُوه من نفوسِهم من مُقتضَى الألفاظ ـ إبطال مَعاني الشَرْع . . . وأنّهم لو صرّحوا بالنَفْيِ المَحضِ والتَكذيب المُجرّد ، لم يخطوا بمُوالاة المُوالِين ، وكانوا أوّل المَقصودِين المَقتولِين ) [255] .
والجَديرُ بالذكر أنّ هؤلاء غالِباً ما يَستَعينون بروايات يَنسبونها زُورَاً وبُهتاناً إلى المعصومين (عليهم السلام) ، لتمرير مُخطَّطاتِهم الفاسِدة .
خلاصة وتقويم .
يُمكن تلخيص ما تَوصَّلنا إليه بالنقاط التالية :
1 - إنّ أحاديث العَرضِ من الأحاديثِ الّتي اجتمعتْ عليها كَلمة المسلمين ، وإنّ القولَ بوَضعِها من قِبل الزَنادِقة مّما لا دليل عليه ولا برهان .
2 - إنّ المقصودَ بالأحاديثِ الّتي تُخالِف القرآن هي : الّتي تُخالِفه بنَحوِ التَبايُن الكُلِّي ، ولا يُمكن الجَمْع بينَها وبَينه إلاّ بالتَعَسُّف والتأويل البعيد .
3 - إنّ أحاديث العَرضِ لا تشمل الأحاديث الّتي لا تُوافِق ولا تُخالِف ، أي إنّها ساكِتَة عن هذا النوعِ من الأحاديث .
4 - المَقصود بالمُخالَفة ، هي مُخالَفة ظواهر القرآن ، أو نَصِّه ، أو رُوحه العامَّة .
5 - اعتبرَ الحَنفيّة الخَبَرَ الواحِد المُخصِّص لعُموم القرآنِ ، وكذلك الزيادَة على القرآن ، مُخالَفة للقرآنِ ، فيما إذا لم يكن مُجمَعاً عليه ، وخالفهم الجُمهور في ذلك .
6 - لا يُمكن اعتبار روايات التأويلِ أو البَطنِ مُخالِفة لظَواهر القرآن ، فيما إذا كانت :
أ - مِن مَصاديقِ التَطبيق والجَري .
ب - فيما إذا كانتْ تُشكِّل مَفهوماً انتزاعيّاً عامّاً .
7 - تُرَدُّ الروايات الّتي تُشكِّل تأويلاً بعيداً وفاسداً ؛ لأنّها تُخالِف ظواهر القرآن ، ولا يُوجَد دليل يَصرف الظاهِر عن معناه .
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 91