اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 63
تمهيد
لم تكن أُصول نَقد المَتن واضحة عند المُتقدِّمين من نُقّاد الحديث ، فقد كانوا ينقدون المَتن من خلال نقدهم للسَنَد وبالعكس ، كما ذكرنا سابقاً في الفصل الأوّل ، ولا يعني هذا فقدان المَنهج النقدي عندهم ، فقد سُئلَ عبد الرحمان بن المهدي : كيف تعرف الكذّاب ؟ قال : كما يعرف الطبيبُ المَجنونَ [156] .
وقال الربيع بن خثيم : ( إنّ من الحديث حديثاً له ضوء كضوء النهار ، نعرفه به ، وإنّ من الحديث حديثاً له ظُلمة كظُلمة الليل ، نعرفه بها ) .
وبمرور الزمن تَميَّزت هذه المباني والأُصول ، حتّى بَلَغتْ أوجهاً عند ابن القيِّم ، وسوف نتعرَّض إلى ذكر بعض المباني عند بعض العلماء ، ثُمَّ نختار المباني والأصول المُشترَكة عند الفريقَين .
1 - أُصول نقد الحديث عند الخطيب البغدادي ( ت 463 هـ ) .
وقد ذَكر أصول النقد عند تعرّضه للخَبر الواحد ، فقال : ولا يُقبَل الخبر الواحد في مُنافاة العقل ، وحُكم القرآن الثابت ، والسُنّة
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 63