اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 172
وقد بحث علماء الحديث هذا الأمر تحت عنوان ( الرَكَاكَة ) وهي الرَداءة ، واعتبروا الرَكاكة مِقياساً للتَعرّف على الحديث الموضوع ، وقَسّموا الرَكاكة إلى قِسمين : رِكَّة لفظيّة ورِكَّة مَعنويّة ، والأُولى ترجع إلى مُخالَفة الحديث لبَلاغة وفصاحة المعصوم ، أمّا الثانية فترجع إلى سَماجَة المَعنى ورَداءته ، واشترطوا في الرِكّة اللفظيّة أن يكون الحديث منقول باللفظ لا بالمعنى .
قال ابن حَجر : ( المَدار في الرِكّة على رِكّة المعنى ؛ لأنّ هذا الدِّين كلّه مَحاسن ، والرِكّة ترجع إلى الرداءة . . . أمّا رِكّة اللفظ فلا تدلّ على ذلك ، لاحتمال أن يكون الراوي رواه بالمَعنى ، فغَيَّرَ ألفاظه ) (548) .
وهناك مِصداق آخر من مصاديق الأحاديث الّتي لا تُشبِه حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهو الحديث المُشتَمِل على ألفاظ ومصطلحات مُستحدَثة ، لم توجد في زمن المعصوم .
ولهذا تكون أنواع الأحاديث الّتي لا تُشبِه أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي :
1 - رِكّة اللفظ ، فيما إذا كان الحديث مَنقولاً باللفظ .
2 - احتواؤه على مُجازَفات ومُبالَغات في الثواب والعقاب .
3 - سَماجَة المَعنى ورَداءته .
4 - احتواؤه على مُصطلحات مُستحدَثة ، لم توجد في زمن المعصوم .
والآن نبحث كلاًّ من هذه المصاديق على حِدَة ، مع ذكر بعض النَماذِج .
ولا بُدَّ من الإشارة إلى أنّ جميع هذه المصاديق هي من الأحاديث الرَكِيكَة المعنى ؛ ولكنّنا صنّفناها على هذا الأساس لغَلبَة بعض الصفات على بعض .
فمثلاً احتواء الحديث على مُجازَفات ومُبالَغات في الثواب والعقاب ، هي أحاديث رَكيكة المَعنى ، ولكن لأنّ الصِفة البارِزة فيها هي المُبالغة ، ولذلك فقد أفردناها ببحثٍ مُستقل .
اسم الکتاب : مباني نقد متن الحديث المؤلف : البيضاني، قاسم الجزء : 1 صفحة : 172