responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الإيمان المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 16

المستمر في الوجود ذلك التغير الذي لا يتوقف و اذا كانت الموجودات حقيقة كاملة فمعنى ذلك ان لم يكن الوجود ثابتاً غير متغير فلا بد أن يأتي وقت يتوقف فيه التغير و العلم لا يؤيد ذلك.

موجز آراء انشتاين عن الوجود‌

تقسم آراء انشتاين عن الوجود الى ثلاثة اقسام:

(1) النسبية الخاصة. (2) النسبية العامة. (3) المجال الموحد.

و سأشرح هذه الآراء بايجاز لأوضح اتفاق هذه الآراء مع الفلسفة الاسلامية.

(1) النسبية الخاصة:

ان معنى كلمة نسبي ( RELATIVE ) ان وجود أي شي‌ء و نوعه يرتبط بغيره و يتوقف وجوده على غيره، أي ان كل شي‌ء غير ثابت على حالة واحدة و متغير في صفاته. و هذا التغير لا يقتصر على النوع و الكيف بل يتعدى ذلك الى المقدار و الكمية فكمية كل شي‌ء غير ثابتة بل متغيرة حسب الظروف و الاحوال و العلاقات. و هذا عين ما ذكرناه عن فكرة واجب الوجود في الدين.

في النسبية الخاصة يبين نسبية الحركة و الزمان و المكان و الكتلة (المادة) فبين ان الحركة نسبية و مرتبطة بالظروف لسببين:

اولًا: ان الانسان لا يشعر بالحركة فالشخص الذي يجلس في باخرة تسير بسرعة ثابتة في البحر لا يحس بالحركة اذا كان البحر هادئاً و يحس بها اذا هاج البحر او نظر الى الماء، و كل من ركب قطاراً يدرك كيف ان قطاراً متحركاً في الاتجاه المضاد يبدو مسرعاً. اما اذا كان القطار موازياً للقطار الذي يركبه فإنه يبدو كأنه ساكن لا يتحرك، و الراكب اذا كان قطاره في محل مقفل فإنه لا يستطيع ان يعرف حركة قطاره الا بعد الخروج من المحل المقفل و النظر الى اشياء ثابتة في الخارج.

ثانياً: عند ما نقيس سرعة الجسم نرجع الى جسم آخر ساكن يبتعد عنه الجسم المتحرك.

و لكن كيف نستطيع ان نضبط سرعة الجسم المتحرك، اذا علمنا ان السكون نسبي و لا يوجد في الكون جسم ساكن سكوناً مطلقاً. فنعتبر الارض ساكنة عند بحث الاغراض العادية للعلوم بالنسبة للسيارات و الطائرات و لكن علماء الفلك يدركون ان الارض غير ساكنة بل تدور في الفضاء بحركة دورية معقدة فإنه بجانب دورانها اليومي حول محورها بسرعة الف ميل في الساعة، و دورانها السنوي حول الشمس بسرعة عشرين ميلًا في الثانية، فإنها مشغولة بدورانات اقل اهمية. و المجموعة الشمسية كلها تتحرك ضمن مجموعة النجوم المحلية بسرعة 13 ميلًا في الثانية. و مجموعة النجوم المحلية تتحرك داخل المجرة (درب التبانة) بسرعة مائتي ميل في الثانية. و المجرات تتحرك نحو المجرات الخارجية البعيدة بسرعة مائة ميل في الثانية و الكل في اتجاهات مختلفة.

و يعتبر الزمان و المكان نوعاً من الالهام و يشبهان المدركات الحسية الأخرى كاللون و الصوت و الشكل و الحجم، و ليسا حقيقة مطلقة لها وجود في الخارج بل وجودهما ذهني، و لا يمكن اعتبارهما في المعادلات الرياضية الدقيقة كميتين ثابتتين مثل ثبوت سرعة النور بل كمية متغيرة، و المكان نظام للأشياء فاذا لم يوجد جسم لا يوجد مكان. و الزمان نظام للحوادث فاذا لم يوجد حادثة لا يوجد زمان. و اوضح ان كل ساعة مهما كان نوعها رملية او ذات بندول او ساعة جيب، اذا كانت متحركة تؤخر كلما زادت سرعة حركتها حتى تقف اذا‌

اسم الکتاب : مبادئ الإيمان المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست