responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 72

ألف : الغرورُ والعُجب

إنّ الغرور والعُجب مرضٌ نفسي ينخدع به الإنسان فيقع فريسة التوهّم والتصوّرات غير الواقعية ، فلا يعود مُدركاً لحقائق الحياة ، والغرور والعُجب ناشئان من الجهل وعدم إدراك الواقعيات وحقائق الحياة ومسائل عالَم الوجود ، ولذلك كلّما زادت القدرة الفكرية والعقلية لدى الإنسان ، واتّسعت معلوماته وتجاربه وأصبح واعياً وعالِماً ، قلّت عنده نسبة الغرور والعُجب والأنانيّة .

يقول أبو حامد الغزالي : ( كلّ ما وردَ في فضل العلم وذمّ الجهل ، فهو دليلٌ على ذمّ الغرور ؛ لأنّ الغرور عبارة عن بعض أنواع الجهل ) [1] .

وبرغم أنّ هذه الصفة القبيحة قد تكون لها جذور وراثية ، وتساعد عليها الظروف الخاصّة لمرحلة الشباب ، ولكن لكي يسعى الإنسان إلى معالجتها والوقاية من أخطارها ، عليه أن يبحث عن جذورها في وجوده بُغية القضاء عليها .

وكما قلنا فإنّ أهمّ ما يدعو إلى الغرور هو : الجهل وعدم الوعي ، وهو كامنٌ في وجود الإنسان ويُخلّف آثاراً مُدمّرة .

قال الإمام علي (عليه السلام)بشأن خصلة الجهل القبيحة : ( أعظمُ الجهل ، جهلُ الإنسان أمرَ نفسه ) [2] .

ومع الالتفات إلى أنّ المغرور ـ خاصّةً في مرحة الشباب والمراهقة ـ يُبتلى بنوعٍ من السذَاجة والأنانية المُفرطة ، ويذهب به الخيال إلى درجاته القصوى ، فيتصوّر نفسه عظيماً وعالِماً وفاهماً وأنّه أعقل من الجميع ، ويرى غيره متخلّفاً وجاهلاً ولا يَعدل شيئاً ، وبذلك يَحرُم نفسه من الاستفادة من تجارب غيره ، ولا يسعى إلى رفع نواقصه .


[1] المحجّة البيضاء : 6 / 192 .

[2] غُرر الحِكم : 1 / 233 ( مكتب الإعلام الإسلامي ) .

اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست