اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 62
2 ـ حُذيفة بن حسيل
وهو المعروف بـ ( حُذيفة اليماني ) ، وقد جاء هو أبوه إلى مكّة لرؤية النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، فتأثّرا به وأسلما على يديه واشتركا في كثيرٍ من الحروب دفاعاً عن حياض الإسلام ، وبَذَلا في ذلك كثيراً من التضحيات .
وقد أدّى إيمان حُذيفة وإخلاصه ووفاؤه ، أن لا يقع في التيه الذي وقعَ فيه كثير من المسلمين بعد وفاة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، بل أخذَ يدعو المخدوعين إلى إرجاع الحقّ إلى أهله ونصرة الإمام (عليه السلام)، وفي واحدة من خُطبه البليغة شنّع على الذين زووا حقّ الإمام عنه وتمرّدوا على أوامره ، وكان بين الجموع التي تستمع إلى خطابه شاب إيراني يُدعى ( مسلم ) ، أثّرت فيه كلمات حُذيفة فقامَ شاهراً سيفه وقال : سمعنا كلامك وأدركنا أنّ عليّاً (عليه السلام)هو المقصود بقوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )[1] ، ثمّ سَردَ حُذيفة قصّة طويلة بناءً على طلبٍ من هذا الشاب ، حول أنّ الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) هو الذي لقّب الإمام عليّاً (عليه السلام)بـ ( أمير المؤمنين ) دون سواه [2] .
كما كان مُسلم الشابّ من أنصار الإمام علي (عليه السلام)الأوفياء والمؤمنين ، وقد بقى على صُحبته إلى حين استشهاده في واقعة الجمل سنة 36 للهجرة ، التي فرضها الناكثون على الإمام علي (عليه السلام)، حيث كان مسلم في عِداد الذين أرسلهم الإمام لموعظة مُثيري الفتن .
وقد ذَكر التاريخ إيمان هذا الشابّ بدينه وإمامه في صَفحات مُشرقة ، جاء في بعضها : أنّ الإمام (عليه السلام)أراد الحيلولة دون نزف الدماء ، فعمدَ مراراً إلى إرسال بعض أصحابه إلى الأعداء بُغية صدّهم عن الحرب ، ودعوتهم إلى حِقن الدماء ، وكان مسلم في كلّ مرّة يعلن عن تطوّعه لهذه المهمّة ، برغم أنّ الإمام كان يُصرّح لأصحابه بأنّ الذي يتولّى القيام بهذه المهمّة سيُعرّض حياته للخطر ،