إنّ التأثير والتأثّر أحد القوانين الطبيعية في عناصر عالَم الخليقة ومنها الإنسان ، إذ هو واحد من أرقى هذه العناصر ، ولكن بفارقٍ : أنّ التأثير والتأثّر في الإنسان يتمّ عَبر اختياره وإرادته ممّا يميّزه عن سائر عناصر العالَم ، وطبعاً نحن لا نروم الدخول في البحث الفلسفي والعلمي ، وإنّما نريد من خلال هذه المقدّمة أن نفتح نافذة على العلاقات الأخلاقية والإنسانية ، وأن نعثر على موقعنا وسط ضجيج الحياة .
ولكي نتعرَّف موقعنا بالقياس إلى أحد عناصر عالَم الطبيعة ، نذكر قصّة التربة الزكية التي كانت تُستعمل قديماً في غَسل الرأس ، والتي ذكرها ( سعدي الشيرازي ) في إحدى قصائده قال فيها ما معناه : ( وصلتني من المحبوب في الحمّام يوماً تربة عطرة ، فقلت لها : هل أنتِ مسك أم أنتِ عنبر ؟ فقد أسكرني شذاكِ ، فأجابتني : لم أكن سوى تربة وضيعة ، إلاّ أنّني جاورتُ وردة رَدحاً من الزمن ، فأثّرت فيّ واكتسبتُ الكمال منها ) .
الطريق الرابع :
ويمكن اختيار واحد من هذه الطُرق الأربعة :
1 ـ عدم التأثير والتأثّر .
2 ـ التأثّر وعدم التأثير .
3 ـ التأثير وعدم التأثّر .
4 ـ التأثير والتأثّر .
اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 59