اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 52
ولأجل الأضرار الهدّامة المترتّبة على الغضب ، جاء في بعض الأحاديث التي تحاول وصف علاج هذه الصفة الفتّاكة :
( على مَن استولى عليه الغضب أن يتوضّأ بماءٍ بارد ، وإن كان واقفاً فليقعد ، وإن كان جالساً فلينطرح على الأرض ، وإن أمكنهُ فليسجد خاضعاً متذلِّلاً لله ، حتّى ينطفئ لهيب غضبه ) [1] .
الشجاعُ الحقيقي
لقد قرأنا كثيراً عن أضرار الغضب ، وكثيراً ما شاهدنا الآثار الفظيعة أثناء النزاعات والخلافات ، على الخصوص في علاقات الشباب الأخلاقية في الأسرة وأطلقنا الزَفرات والحَسرات عليها .
ولا يخلو التدبّر في القصّة التي رواها الإمام الصادق (عليه السلام)من فائدة ، حيث قال : ( مرّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بقومٍ يرفعون حَجراً فقال : ما هذا ؟ فقالوا : نعرف بذلك أشدَّنا وأقوانا ، فقال : ألا أُخبركم بأشدّكم وأقواكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أشدّكم وأقواكم الذي إذا رضيَ لم يدخلهُ رضاه في إثمٍ ولا باطل ، وإذا سخطَ ولم يُخرجه سخطهُ من قول الحقّ ، وإذا قدر لم يتعاطَ ما ليس بحقّ ) [2] .
الفهمُ والإدراك
إذا أمكننا أن نسيطر على غضبنا وأن نخلق جوّاً هادئاً في المحيط الأسري أو غيره ، نكون قد توصّلنا إلى إيجاد أرضية مساعدة لفهم مرادات بعضنا ، وبذلك يزول الحاجز الفكري بيننا ، وعندها يغدو بالإمكان فهم متطلّبات الشباب والآباء .
وكما تقدّم أن قلنا : فإنّ منطق الغضب لا يمكن أن يُعدَّ منطقاً للتفاهم والإصلاح ، بل هو يقضي على الهدوء والاستقرار ، ويزيد الأجواء تعقيداً ، وعندها سيفقد العقل قابليته على التفكير ، إذاً لابدّ من كظم الغيظ لنصل إلى فهم كلام بعضنا ؛