اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 171
صادفَ هناك صديقاً له فابتسمَ في وجهه ، وقال لهُ والحبور يملأ جوانحه : السلام عليكم ، إنّهُ صباح جميل ! أليس كذلك ؟!
فشعرتُ حينها وأنا أنظر إليه بمقدار ثروتي ، إذ كنتُ أمتلك رِجلَين ، وكان بإمكاني أن أمشي ، فخجلتُ من عدم شكري للنعمة ، وقلتُ في نفسي : إذا أمكنَ لهذا الرجل أن يكون سعيداً وفرحاً برغم إصابته ، فلماذا لا أكون أنا سعيداً ؟
وفجأة أحسستُ بالشجاعة والأمل يملآن وجودي ، فاقترضتُ مئة ألف تومان من صديقٍ لي جعلتها رأس مالي ، فاشتريتُ بها ماكنة خياطة مستَعمَلة وقطعاً من القماش الزائد وخيوطاً وأشرطة ، وقمتُ بمساعدة زوجتي بخياطة ملابس للأطفال ، وأنا اليوم أمتلك ـ بفضل تلك الثروة القليلة ـ مَعملاً لخياطة ثياب الأطفال واستعدتُ النجاح ، وأنا حالياً أشكر الله على الدوام ؛ لأنّه وضَعَ ذلك الرجل في طريقي .
ب ـ لنَفتح النوافذ
إنّ الشعور بالذلّ والعجز إذا غدا بسبب الجهل والعناد شعوراً بالضياع وعُقدة الحقارة ، يسدّ على الفرد جميع نوافذ الحياة ، حتّى يرى كلّ شيء وكلّ شخص عدوّاً لهُ ، ويرى العالَم المضيء مظلماً !
وهنا يجدر بمثل هؤلاء المرضى أن يتحرّروا من حصار هذه الأوهام ، ويفتحوا نافذة النور المطلّة على العالَم الفسيح والجميل ، وينظروا إلى المَشاهد الخلاّبة للطبيعة ، ليعود لهم صفاء القلب والأمل .
قال الإمام علي (عليه السلام): ( أطلِق عن الناس عُقدة كلّ حِقد ، واقطَع عنكَ سبب كُلِّ وتر ) [1] .
وذكر الدكتور ب . رامبينسون : ( إذا أيقنَ الإنسان بحقارته وعدم كفاءته ، يكون قد حَكمَ على نفسه بالسجن ، فيرى نفسه دائماً في منتهى الضَعف ، وبما أنّه يرى الآخرين أفضل منه ، تراهُ يسير وفقاً لرغبات الآخرين ،
[1] نهج البلاغة : الكتاب 53 ، وهو المعروف بعهد الأشتر .
اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 171