اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 152
ذُلّ البطالة وعزّة العمل
إنّ البطالة وإن كانت من بواعث القلق ، ولكن في الوقت نفسه فإنّ النظر إلى البطالة بوصفها أمراً قبيحاً ، والعمل بوصفه عزّة وشرفاً ، يمكنه أن يوضّح لنا الحلول اللازمة .
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( ملعونٌ مَن ألقى كَلّهُ على الناس ) [1] .
وعن ابن عبّاس قال : ( كان رسول الله إذا نظرَ إلى الرجل فأعجبهُ قال : هل له حِرفة ؟ فإن قالوا : لا ، قال : سَقطَ من عيني ، قيل : وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال : لأنّ المؤمن إذا لم يكن لهُ حرفة يعيش بدينه ) [2] .
وعن زرارة قال : إنّ رجلاً أتى أبا عبد الله (عليه السلام)فقال : إنّي لا أُحسن أن أعمل عَملاً بيدي ، ولا أُحسن أن أتّجر ، وأنا مُحارف محتاج ، فقال : ( اعمَل فاحمِل على رأسك واستغنِ عن الناس ؛ فإنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قد حَملَ حَجراً على عاتقه ، فوضعهُ في حائطٍ له من حيطانه ، وإنّ الحجر لفي مكانه ولا يدري كم عُمقه ) [3] .
ومن جهةٍ أخرى ، فإنّ الإسلام يرى أنّ العمل الذي يوجِب الكسب وتأمين المعاش ، واجبٌ شرعاً ، فقد وردَ عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( طلبُ الحلال فريضة على كلّ مسلم ومسلمة ) [4] .
وفي روايةٍ أخرى عنهُ ( صلّى الله عليه وآله ) : ( العبادةُ سبعون جزءاً أفضلُها طلبُ الحلال ) [5] .