اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 136
3 ـ رَمي السهام
إنّ رمي السهام من الرياضات التي تحتاج إلى مهارة فكرية وقوّة بدنيّة ، وقد أكّد أئمّة الدين (عليهم السلام)ضرورة الاهتمام بهذه الرياضة وتعلُّم فنونها والبراعة فيها .
وقد اعتبر نبيّ الإسلام ( صلّى الله عليه وآله ) تعليم الرماية للأبناء من الحقوق الأساسيّة الثابتة لهم ، وأنَّ تعليمهم هذه الرياضة تكليف واجب على الأبوين .
فقد قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( عَلِّموا أولادكم السباحة والرماية ) [1] ، وقال أيضاً : ( مَن ترك الرمي بعد ما عَلِمهُ رغبةً عنه ، فإنّها نعمة كفرها ) [2] .
وإنّ الإمام الصادق (عليه السلام)قال : ( الرمي سهمٌ من سهام الإسلام ) [3] .
وقد مدحَ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) صانع السهم ، وبائعه ، وراميه ، ووعدهم الجنّة ، ومردّ ذلك إلى الاستفادة من السهم في الجهاد ، والدفاع عن الإسلام وحفظ أرواح المسلمين .
بل إنّ الأئمّة (عليهم السلام)كانوا أنفسهم يمارسون رياضة رمي السهام ، إذ يَنقل الإمام الصادق (عليه السلام)عن أبيه الإمام الباقر (عليه السلام): ( إنّهُ حينما استدعاهُ هشام بن عبد الملك بن مروان إلى الشام ، أُدخِل على هشام وهو جالس على الأريكة يحيط به قادة جيشه وحاشيته ، فأراد هشام أن يوجّه لوالدي ضربة نفسيّة ، فدعاهُ إلى الاشتراك في مسابقة رماية السهام .
وقد اعتذر والدي عن ذلك ، نظراً لتقدّمه في السنّ ، ولكنّ هشام أقسمَ عليه أن يشترك في السباق ، وأوعزَ إلى أحد أتباعه أن يُحضر لوالدي قوساً وسهماً ، فأخذَهما والدي وسدّد السهم ثمّ أطلقهُ ليقع في مركز الهدف ، ثمّ رَمى الثاني فشقّ الأوّل ليقع في مركز الهدف أيضاً ، وهكذا فعلَ بتسعة سهام ، الأمر الذي أثارَ دهشة وعجب هشام ، حتّى أنّه لقّب والدي بأنّه أمهر رُماة العرب والعجم ، وسألهُ : من أين تعلّمتَ هذا التسديد المُحكم للسهام ، وفي أيّ وقت ؟ فأجابهُ والدي : اعلَم أنّ رماية السهم من الفنون المتعارفة في المدينة ، وأنّه تعلّمها في مرحلة الشباب ) .