اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 127
ج ـ الوسوسة والتشاؤم
الوسواس من الأمراض النفسية التي تؤدّي إلى سيطرة التصوّرات الكاذبة على تصرّفات الإنسان ، وتُفقده الوعي والإحساس بالمسؤولية ، وتنتهي إلى تحطيم روح الإنسان ، وفقدهُ الثقة بكلّ الأشياء والأشخاص الذين يحيطون به ، سيّما المقرّبون إليه .
وإذا لم ينتبه الشباب وأقرباؤهم عاجلاً إلى هذا المرض الخطير ، ويسعون لمعالجته مبكّراً ، فإنّ ساحة الوسوسة والتشاؤم ستأخذ بالاتّساع ، وقد تتحوّل إلى مرضٍ مُزمن ، يلازم الإنسان طيلة حياته .
ويلاحَظ أنّ الأشخاص المبتلون بالوساوس ، يفكّرون أساساً بتفصيلات الحياة ، ويبذلون جهدهم استكناه حقائقها ، إلاّ أنّهم يظلّون متخلّفين عن الوصول إلى الأفكار العميقة والممارسة الأصولية للحياة ، ولأجل تفكيرهم الساذج وتهرّبهم من المسؤوليات الأساسية ، يكونون عرضة لنفور الآخرين وقسوتهم ، وهذا ممّا يقوّي لديهم روح التشاؤم وسوء الظنّ ، ويُضاعف فيهم الشعور بالوحدة والخواء ، وحينما يشعرون بالاغتراب عن ذويهم ، فإنّهم يَشرعون في البحث عن ملجأ لدى الأباعد بوصفهم أصدقاء مخلصين ، إلاّ أنّهم لا يتمكّنون من تحقيق نجاح يُذكر في هذا المجال أيضاً ، بسبب ما يعانونه من وسوسة وتشاؤم .
وعليه ، فما العمل ؟
كما ذكرنا آنفاً : بما أنّ مرض الوسواس والتشاؤم بدأ من داخل نفوسهم ، فعليهم أن يَشرعوا بمعالجة أنفسهم ، ليتمكّنوا من التخلّص من القيود التي صنعوها لأرواحهم ، ويخرجوا إلى دنيا جديدة واسعة .
أجل ، لابدّ للتحرّر من أزمات الكآبة والوسوسة وسوء الظنّ الذي يشمل حتّى الأبوين والأقرباء ، لابدّ من التأمّل والتفكير .
وبشأن مرافقة الأصدقاء الطيّبين ، الذين يُقدّمون للإنسان عوناً روحيّاً ، فإنّ الوعي والحذر ، يجب أن لا يبلغ حَدّ الوسوسة ،
اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 127