اسم الکتاب : ما يحتاجه الشباب المؤلف : الصادقي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 109
إلاّ أنّه لحُسن الحظّ ، هناك لكلّ اشتباه وانحراف طريق للتكفير عنه ، وترميم ما يسبّبه من أضرار ، كما يحكم بذلك العقل والوجدان ، وكما يؤمّلنا به الدين ، وبهذه الطريقة بوسع كلّ إنسان ابتُلي بالمعصية والذنوب أن يرجع إلى صراط الحياة القويم ، وأن يُصلح ما أفسدهُ في ماضيه ، ويستعيد ما ضيّعته عليه الآثام .
إنّ الإمام الرابع زين العابدين (عليه السلام)في مناجاته لله تعالى ، وحَمده وتنزيهه للذات المقدّسة ، يجذب حسرة ويقول :
فعليه : لا ينبغي أن يستولي علينا اليأس ، إذا صَدر منّا الذنب في لحظة ضعف أو غفلة ، ولا يحسن بنا أن نفقد الأمل ، ونعدّ أنفسنا أشقياء مطرودين من رحمة الله ، وإنّ من الحمق أن نقول أحياناً : إذا كان الماء ، فلا فرق بعدئذٍ بين أن يكون مقدارهُ كوزاً أو ألف كوز !
والآن ، لأجل أن نكون على معرفة أفضل بطريق التراجع عن الذنوب والانحرافات الخطيرة ، علينا أن نُقدّم شيئاً من التوضيح لِمَا قدّمناه من الأنواع الثلاثة للذنوب :
1 ـ الذنوبُ التي تُقترف بحقّ الله والدِين
المجموعة الأولى من الذنوب التي تصدر من الإنسان ، تتمثّل فيما يرتكبهُ الشخص من مخالفات يعصي بها الله ، ويخرج عن دائرة تعاليم الدين .
إنّ هذا النوع من الذنوب لا ينبغي أن يصدر من الإنسان أبداً ، ولكن للأسباب التي ذكرناها آنفاً ، إذا حَصلت معصية ـ لا سامحَ الله ـ لضعف إرادة العبد ، فبما أنّ الله تعالى كريم ورحيم ، فإنَّ التوبة والعزم على إصلاح الذات ، إذا اقترَنت بالإرادة الجادَّة والعزم القلبي ، تكون أيسر وأسهل من التوبة عن بقيّة الذنوب .