اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 157
ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و من لم يجعل اللّه لو نورا فما له فما له من نور. فارتفعت الأصوات بالبكاء و النحيب و قالوا: حسبك يا ابنة الطيبين فقد احرقت قلوبنا و انضجت نحورنا و اضرمت أجوافنا فسكتت.
و خطبت أم كلثوم بنت علي عليهما السّلام في ذلك اليوم من وراء كلتها رافعة صوتها بالبكاء، فقالت:
خطبة أم كلثوم عليها السّلام بالكوفة
يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسينا و قتلتموه و انتهبتم أمواله و ورثتموه و سبيتم نساءه و نكبتموه، فتبا لكم و سحقا لكم أي دواه دهتكم، و أي وزر على ظهوركم حملتم، و أي دماء سفكتموها، و أي كريمة اصبتموها، و أي صبية سلبتموها، و أي أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و نزعت الرحمة من قلوبكم، الا ان حزب اللّه هم الملفحون و حزب الشيطان هم الخاسرون، ثم قالت:
سفكتم دماء حرم اللّه سفكها # و حرمها القرآن ثم محمد
فضج الناس بالبكاء و النحيب، و نشر النساء شعورهن و وضعن التراب على رؤوسهن و خمشن وجوههن و لطمن خدودهن و دعون بالويل و الثبور، و بكى الرجال فلم ير باك و باكية أكثر من ذلك اليوم. ثم ان زين العابدين عليه السّلام أومأ الى الناس ان اسكتوا فسكتوا، فقام قائما فحمد اللّه و أثنى عليه و ذكر النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم بما هو أهله فصلى عليه، ثم قال:
خطبة علي بن الحسين عليه السّلام بالكوفة
ايها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فانا أعرفه بنفسي، أنا
اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 157