اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 148
عمر اعطاها المختار لقاتله، و أخذ سيفه الفلافس النهشلي من بني دارم، و قيل جميع بن الخلق الأودي، و قيل الأسود بن حنظلة التميمي، و أخذ القوس و الحلل الرجيل بن خيثمة الجعفي، و أخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي و قطع أصبعه مع الخاتم، و هذا أخذه المختار فقطع يديه و رجليه و تركه يتشحط في دمه حتى هلك، و مال الناس على الفرش (الورس خ ل) و الحلل و الإبل فانتهبوها و انتهبوا رحله و ثقله و سلبوا نساءه، و نحرت الإبل التي كانت مع الحسين عليه السّلام فلم يؤكل لحمها لأنه كان أمرّ من الصبر، و روي انه لما جعل اللحم في القدر صار نارا.
و كان مع الحسين عليه السّلام ورس و طيب فاقتسموه فلما صاروا الى بيوتهم صار دما. و عن مشائخ من طيء انهم قالوا: وجد شمر بن ذي الجوشن في رحل الحسين عليه السّلام ذهبا فدفع بعضه الى ابنته فدفعته الى صائغ يصوغ منه حليا فلما ادخله النار صار نحاسا و قيل نارا، و ما تطيبت امرأة من ذلك الطيب الا برصت. قال حميد بن مسلم: رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليه السّلام في فسطاطهن و هم يسلبونهن أخذت سيفا و اقبلت نحو الفسطاط و قالت: يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول اللّه لا حكم الا للّه يا لثارات رسول اللّه، فأخذها زوجها و ردها الى رحله.
و انتهوا الى علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام و هو منبسط على فراش و هو شديد المرض و كان مريضا بالذرب أي الإسهال و قد أشرف على الموت و مع شمر جماعة من الرجالة، فقالوا له: الا نقتل هذا العليل، فأراد شمر قتله فقال له حميد بن مسلم: سبحان اللّه أتقتل الصبيان إنما هو صبي و انه لما به فلم يزل يدفعهم عنه حتى جاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه و بكين، فقال لأصحابه: لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء و لا تتعرضوا
اسم الکتاب : لواعج الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 148