كتابنا الآتي (مصباح الأنوار في ترجمة مصنف كشف الأسرار) الذى سينشر قريبا إن شاء اللّه المستعان.
4- (السيد طالب الجزائرى بن السيد نور الدين)
و هو سابع أولاد السيد نور الدين الجزائري، و رابع أجداد الحقير مسوّد هذه الأوراق (السيد طيب الجزائري) عفى اللّه عن مساويه، و جعل مستقبله خيرا من ماضيه.
و هو والد (المير عبد اللطيف الجزائري) صاحب «تحفة العالم» قال فيها ما معرّبه:
«السيد الكبير، مظهر العوارف، ذو المفاخر و المناقب، السيد طالب بن السيد نور الدين (بن السيد نعمة اللّه الجزائري) والد الراقم الآثم، كان عالما بالعلوم المتداولة، متحليا بالأخلاق الفاضلة، ذا همة عالية، و سماحة غالية، جوادا عجيبا لا يردّ سائلا، و لا تجده الى زخرف الدنيا مائلا، لم يكن للكنوز المدّخرة في نظره خطر، و لا للقناطير المقنطرة في قلبه أثر، حتى أنه كان يجود بما عنده من قوته و قوت عياله للمستحقين، و يؤثرهم على نفسه و لو كان به خصاصة فيعطيه المساكين، بلغت خصاله الحميدة الى حدّ الكمال، و كان طيب السريرة و حلو المقال، قضى أيامه مستغنيا عن الناس كما هو دأب الأعاظم، مدافعا شديدا عن الضعفاء على كل قوي و ظالم.
اني لم أره في مدة خمسة عشر سنة التي عايشته فيها، تاركا لصلاة التهجّد أو باقيا على فراشه بين الطلوعين، في حالة صحته و مرضه، و كان يلازم البكاء و الخشوع في أثنائها.
و الحق أنه كان فائزا على المقام الخاص من معرفة الحق و مجاهدات النفس.
و في آخر الليلة التى توفي فيها، دعاني اليه بعد ما أدّى صلاة التهجّد،