اسم الکتاب : كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين و سيد الوصيين(ع) المؤلف : البستي، أبو القاسم الجزء : 1 صفحة : 63
فصل «في شرفه في التربية و تفرّده به»
اعلم أنّ الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) مات أبوه و هو حمل، أو له أربعة أشهر، ثمّ ماتت امّه و له أربع سنين، و مات عبد المطّلب و له ستّ سنين، فاعتنق أمره أبو طالب، و ربّاه فاطمة بنت أسد الهاشمية، و كان السبب في اعتناق أبي طالب، أنّ عبد اللّه و أبا طالب كانا من أمّ واحدة، و سائر الأعمام من امّهات شتّى، و لهذا الاختصاص إعتنق بأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و كان يقول لأولاده في اللّبن الذي كانوا يشربون، لا تشربوا حتّى يشرب محمّد أوّلا، فكان إذا شرب كفاهم ما بقي، و إذا لم يشرب لم يكفهم، و كذلك إذا أكل من الطّعام كفاهم، و إذا لم يأكل لم يكفهم، و هذا من بركات رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
و كانت فاطمة تحزن [عليه] ما لا تحزن على أولادها، حتّى كان الرسول يقول فيها:
«هذه امّيّ بعد امّي».
و لمّا ماتت جعل قميصه كفنا لها، و بات في قبرها ليوسّع عليها مضجعها، و صلّى عليها أربعين تكبيرة، فقيل له في ذلك؟
قال: «حضرني أربعون صفّا من الملائكة، فكبّرت لكلّ صف تكبيرة».
فجرى الرسول لعليّ مجرى الأخ، لتربية امّه بنت أسد. ثمّ اتفق بمكّة مجاعة،
اسم الکتاب : كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين و سيد الوصيين(ع) المؤلف : البستي، أبو القاسم الجزء : 1 صفحة : 63