responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 82

تُحدث فيه صوتاً مثل ما يحدث في الحديد بالنقر ، وفي الصحاح : الإنقاض صوت مثل النقر [1] .

إنّ المراد بالعرش مقام العلم الإجمالي الفعلي بالحوادث ، وهو من الوجود المرحلة التي تجتمع عندها شتات أزمَّة الحوادث ، ومتفرقات الأسباب والعلل الكونية ، فهي تُحرِّك وحدها سلاسل العِلل والأسباب المختلفة المتفرّقة ، أي تتعلّق بروحها الساري فيها المحرِّك لها ، كما أنّ أزمّة المملكة ـ على اختلاف جهاتها وشؤونها وأشكالها ـ تجتمع في عرش الملك ، والكلمة الواحدة الصادرة منه تُحرِّك سلاسل القوى والمقامات الفعّالة في المملكة ، وتظهر في كل مورد بما يُناسبه من الشكل والأثر .

والرحم ـ كما عرفت ـ حقيقة هي كالروح السالب في قوالب الأشخاص ، الذين يجمعهم جامع القرابة ، فهي من متعلِّقات العرش ، فإذا ظُلمت واضطُهدت لاذت بما تعلّقت به واستنصرت ، وهو قوله (عليه السلام) : ( تنقضه انتقاض الحديد ) . وهو من أبدع التمثيلات شبه فيه ما يحدث في هذا الحال بالنقر الواقع على الحديد ، الذي يحدث فيه رنيناً يستوعب بالارتعاش والاهتزاز جميع جسامة الحديد ، كما في نقر الأجراس والجامات وغيرها .

قوله (عليه السلام) : ( فتُنادي : اللهمّ ، صلْ مَن وصلني ، واقطع مَن قطعني ) . حكاية لفحوى التجائها واستنصارها ، وفي الروايات الكثيرة : ( إنّ صلة الرحم تزيد في العمر ) وأنَّ قطعها يقطعه .

إنّ مدير هذا النظام الكوني يسوقه نحو الأغراض والغايات الصالحة ، ولن يُهمَل في ذلك ، وإذا فسد جزءٌ أو أجزاء


[1] الجوهري : الصحاح ج 2 ، ص 1111 ، مادة ( نقض ) .

اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست