responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 75

ـ 3 ـ

الإنسان نوع مُستقلٌّ غير متحوِّل من نوع آخر

الآيات التي ذكرناها تكفي مؤونة هذا البحث ، فإنَّها تُنهي هذا النسل الجاري بالنطقة إلى آدم وزوجته ، وتُبيِّن أنّهما خُلِقا من تراب ، فالإنسانية تنتهي إليهما ، وهما لا يتّصلان بآخر يُماثلهما ويُجانسهما ، وإنّما حدثا حدوثاً .

والشائع اليوم عند الباحثين عن طبيعة الإنسان ، أنّ الإنسان الأول فرد تكامل إنساناً ، وهذه الفرضية بخصوصها ، وإن لم يتسلّمها الجميع تسلُّماً يقطع الكلام ، واعترضوا عليه بأمور كثيرة مذكورة في الكتب ، لكنّ أصل الفرضية وهي ( أنّ الإنسان حيوان تحوّل إنساناً ) ، ممّا تسلّموه وبنوا عليه البحث عن طبيعة الإنسان .

فإنّهم فرضوا أنّ الأرض ـ وهي أحد الكواكب السيّارة ـ قطعة من الشمس مشتقّة منها ، وقد كانت في حال الاشتعال والذوبان ، ثمّ أخذت في التبرُّد من تسلُّط عوامل البرودة ، وكانت تنزل عليها أمطار غزيرة ، وتجري عليها السيول ، وتتكوَّن فيها البحار ، ثمّ حدثت تراكيب مائيّة وأرضية ، فحدثت النباتات المائية ، ثمّ حدثت بتكامل النبات واشتمالها على جراثيم الحياة السمك ، وسائر الحيوان المائي ثمّ السمك الطائر ذو الحياتين ، ثمّ الحيوان البرّي ، ثمّ الإنسان ، كل ذلك بتكامل عارض للتركيب الأرضي الموجود في المرتبة السابقة ، يتحوّل به التركيب في صورته إلى المرتبة اللاحقة ، فالنبات ، ثمّ الحيوان المائي ، ثمّ الحيوان ذو الحياتين ، ثمّ الحيوان البرّي ، ثم الإنسان على الترتيب . هذا .

كل ذلك لما يُشاهد من الكمال المنظّم في بنيها ، نَظم المراتب الآخذة من النقص إلى الكمال ؛ ولما يُعطيه التجريب في موارد جزئية التطوُّر .

اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست