responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 54

وغيرهما هما العاملان الأصليان لانشعاب النوع الإنساني شعوباً وقبائل ، واختلاف ألسنتهم وألوانهم على ما بُيِّن في محلّه .

ثمّ صارا عاملين لحيازة كل قوم قطعة من قطعات الأرض ، على حسب مساعيهم في الحياة وبأسهم وشدّتهم ، وتخصيصها بأنفسهم ، وتسميتها وطناً يألفونه ويذبُّون عنه بكل مساعيهم .

وهذا وإن كان أمراً ساقهم إلى تلك الحوائج الطبيعية ، التي تدفعهم الفطرة إلى رفعها ، غير أنّ فيه خاصة تنافي ما يستدعيه أصل الفطرة الإنسانية ، من حياة النوع في مجتمع واحد ، فإنّ من الضروري أنّ الطبيعة تدعو إلى اجتماع القوى المتشتِّته وتآلفها ، وتقوِّيها بالتراكم والتوحيد لتنال ما تطلبه من غايتها الصالحة بوجه أتمّ وأصلح ، وهذا أمر مشهور من حال المادة الأصلية ، حتى تصير عنصراً ثمّ ... ثمّ نباتاً ، ثمّ حيواناً ، ثمّ إنساناً .

والانشعابات ـ بحسب الأوطان ـ تسوق الأمّة إلى توحُّد في مجتمعهم ، يفصله عن المجتمعات الوطنية الأُخرى ، فيصير واحداً منفصل الروح والجسم عن الآحاد الوطنية الأُخرى ، فتنعزل الإنسانية عن التوحيد والتجمُّع ، وتُبتلى من التفرُّق والتشتُّت بما كانت تفرُّ منه ، ويأخذ الواحد الحديث يُعامل سائر الآحاد الحديثة ( أعني الآحاد الاجتماعية ) بما يُعامل به الإنسان سائر الأشياء الكونية من استخدام واستثمار ، وغير ذلك ، والتجريب الممتدُّ بامتداد الأعصار منذ أول الدنيا إلى يومنا هذا يشهد بذلك ، وما نقلناه من الآيات في مطاوي الأبحاث السابقة يكفي في استفادة ذلك من القرآن الكريم .

وهذا هو السبب في أن ألغى الإسلام هذه الانشعابت والتشتُّتات والفروق ، وبنى المجتمع على العقيدة دون الجنسية والقومية والوطن ونحو ذلك ، حتى في مثل الزوجية والقرابة في الاستمتاع والميراث ، فإنّ المدار

اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست