وإذا كان كذلك ؛ فإن قتلتمونا أو أصابنا منكم شيء ، كان لنا عظيم الأجر والعاقبة الحُسنى عند ربنا ، فإن قتلناكم أو أصبنا منكم شيئاً ، كان لنا عظيم الثواب والعاقبة الحُسنى والتمكُّن في الدنيا من عدوِّنا ، فنحن على أيِّ حال سعداء مغبوطون ، ولا تتحفون لنا في قتالنا ولا تتربّصون بنا في أمرنا إلاّ إحدى الحُسنيين ، فنحن على الحُسنى والسعادة على أيِّ حال ، وأنت على السعادة ونيل البغية بعقيدتكم على أحد التقديرين ، وفي إحدى الحالين ، وهو كون الدائرة لكم علينا ، فنحن نتربص بكم ما يسؤوكم ، وأنتم لا تتربّصون بنا إلاّ ما يسرُّنا ويُسعدنا .
فهذان منطقان ، أحدهما يعني الثبات وعدم الزوال على مبنى إحساسي ، وهو أن الثابت أحد نفعين ، إمّا حمد الناس وإمّا الراحة من العدوّ ، هذا إذا كان هناك نفع عائد إلى الإنسان المقاتل الذي يُلقي بنفسه إلى التهلكة ، أمّا إذا لم يكن هناك نفع عائد ، كما لو لم يحمده الناس لعدم تقديرهم قدر الجهاد ، وتساوى عندهم الخدمة والخيانة ، أو كانت الخدمة ممّا ليس من شأنه أن يظهر لهم ألبتّة ، أو لا هي ولا الخيانة ، أو لم يسترح الإحساس بفناء العدوّ ، بل إنّما يستريح به الحق ، فليس لهذا المنطق إلاّ العيّ واللُّكنة .
وهذه الموارد المعدودة هي الأسباب العامة في كل بغي وخيانة وجناية ، يقول الخائن المساهل في أمر القانون : إنّ خدمته لا تُقدَّر عند الناس بما يعدُّ