responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 134

وثالثاً : إنّ الإسلام لم يُهمل أمر هذه الحرمانات ، كحرمان المرأة من فضيلة الجهاد في سبيل الله دون أن تداركها ، وجبر كسرها بما يُعادلها عنده ، بمزايا وفضائل فيها مفاخر حقيقية ، كما أنّه جعل حسن التبعُّل ـ مثلاً ـ جهاداً للمرأة ، وهذه الصنائع والمكارم أوشك أن لا يكون لها عندنا ـ وظرفنا هذا الظرف الحيوي الفاسد ـ قدر ، لكنّ الظرف الإسلامي الذي يقوم الأمور بقيمها الحقيقية ، ويتنافس فيه في الفضائل الإنسانية المرضية عند الله سبحانه ، وهو يُقدِّرها حقّ قدرها ، يُقدِّر لسلوك كل إنسان مسلكه الذي نُدب إليه ، وللزومه الطريق الذي خُطّ له من القيمة ، ما يتعادل فيه أنواع الخدمات الإنسانية ، وتتوازن أعمالها فلا فضل في الإسلام للشهادة في معركة القتال والسماحة بدماء المُهج ـ على ما فيه من الفضل ـ على لزوم المرأة وظيفتها في الزوجية ، وكذا لا فخار لوالٍ يُدير رحى المجتمع الحيوي ، ولا لقاضٍ يتّكي على مسند القضاء ، وهما منصّبان ليس للمتقِّلد بهما في الدنيا ـ لو عمل فيما عمل بالحق وجرى فيما جرى على الحق ـ إلاّ تحمُّل أثقال الولاية والقضاء ، والتعرُّض لمهالك ومخاطر تُهدِّدهما حيناً بعد حين في حقوق مَن لا حامي له إلاَّ ربُّ العالمين . وإنّ ربّك لبالمرصاد ـ فأيّ فخر لهؤلاء على من منعه الدين الورود موردهما ، وخطّ له خطّاً وأشار إليه بلزومه وسلوكه .

فهذه المفاخر ، إنّما يُحييها ويُقيم صلبها بإيثار الناس لها ، نوع المجتمع الذي يُربِّي أجزاءه على ما يندب إليه من غير تناقض ، واختلاف الشؤون الاجتماعية والأعمال الإنسانية ، بحسب اختلاف المجتمعات في أجوائها ممّا لا يسع أحداً إنكاره .

هو ذا الجندي الذي يُلقي بنفسه في أخطر المهالك ، وهو الموت في منفجر القنابل المُبيدة ؛ ابتغاء ما يراه كرامة ومزيداً ، وهو زعمه أن سيُذكر اسمه في فهرس مَن فَدى بنفسه وطنه ، ويفتخر بذلك على كل ذي فخر في عين

اسم الکتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست