ملوك الروم- لما لطم رجلا من السوقة في المطاف فارتد و لحق بالروم، و أين كانت شدته في الدين حتى ضرب ابنه الحدّ مرتين مع كونه مريضا حتى مات، فما هذه المداهنة مع الزبير، فيعلم أنّ امره كان من السياسة لحفظ الرئاسة.

(الثامن و السبعون)

قال أبو الفرج في أغانيه في حديث زنا المغيرة بن شعبة: قال أبو زيد عمر بن شبة: فجلس له عمر و دعا به و بالشهود، فتقدّم ابو بكرة فقال أ رأيته بين فخذيها؟ قال: نعم و اللّه لكأني انظر الى تشريم جداري فخذيها. فقال عمر: لا و اللّه حتّى تشهد لقد رأيته يلج فيها كما يلج المرود في المكحلة. قال: نعم أشهد على ذلك. فقال عمر:

اذهب عنك مغيرة ذهب ربعك- قال أبو الفرج و يقال انّ عليا (عليه السلام) هو قائل هذا القول- ثمّ دعا نافعا فقال: على ما تشهد؟ قال: مثل شهادة أبي بكرة. فقال عمر: لا حتّى تشهد انّك رأيته يلج فيها ولوج المرود في المكحلة. قال: نعم حتى بلغ قذره. فقال: اذهب عنك مغيرة ذهب نصفك. ثمّ دعا الثالث و هو شبل بن معبد فقال: على ما ذا تشهد؟ قال: على مثل شهادة صاحبيّ. فقال: اذهب عنك مغيرة ذهب ثلاثة ارباعك- الى ان قال- فلما رأى عمر زيادا مقبلا قال: إنّي لأرى رجلا لن يخزي اللّه على لسانه رجلا من المهاجرين- الى ان قال أبو الفرج- و روى كثير من الرواة أنّ زيادا قال: رأيته رافعا برجليها و رأيت خصييه مترددا بين فخذيها و سمعت حفزا شديدا و نفسا عاليا. فقال عمر: أ رأيته يدخله و يخرجه كالميل فى المكحلة. فقال: لا. فقال عمر: اللّه أكبر قم يا مغيرة إليهم فاضربهم. فجاء المغيرة الى أبى بكرة فضربه ثمانين و ضرب الباقين- و روى قوم انّ الضارب لهم الحدّ لم يكن المغيرة- و أعجب عمر قول زياد و درء الحدّ عن المغيرة.

أقول: من آداب الشّرع ان يلقّن المقرّ بالزنا أو اللواط قبل تكميل اقاريره الاربعة الرجوع كما مرّ عن امير المؤمنين (عليه السلام) في اخبار فى الفصل الرابع من الكتاب، و لا يجوز له منع الشاهد كما لقّن عمر زيادا مع انّ زيادا شهد بمعنى الادخال و الاخراج كالميل و إنمّا امتنع عن اللفظ رعاية لجانب عمر.

ثم من اين انّه من المهاجرين حيث يقول عمر لزياد: إنّي لأرى رجلا لن يخزي اللّه على لسانه رجلا من المهاجرين. و لا ريب في كونه من المنافقين.