اسم الکتاب : قضاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) المؤلف : التستري، الشيخ اسد الله الجزء : 1 صفحة : 287
و لا تستوحش من ذلك، أ لم تعتق عائشة- كما نقل ذلك أبو الفرج فى مقاتله و غيره- عبدها المسمى بعبد الرحمن لكونه سمّي قاتله (عليه السلام)، و سجدت سجدة شكر، و تمنّت لمّا سمعت ببيعة الناس له بعد عثمان وقوع السماء على الارض، و كانوا بالنسبة إليه (عليه السلام) كنفس واحدة، فانّ عمر مع اعترافه بأنّه لو ولي (عليه السلام) الأمر بعده لحمل الناس على حاقّ الحقّ، فقال له ابنه عبد اللّه: لم لا تعينه و تعلم ذلك منه؟ فقال له ما معناه:
بأنّه يكره خلافته ميتا كما كرهها حيّا، و دبّر مع ذلك الأمر لعثمان رئيس بني أمية اعداء الحقّ.
و ليس جلال عائشة عندهم أقل من جلال عمر، فولايتها عندهم جزء الدين مع أنها كانت تسب اللّه و رسوله، روى الواحدي فى اسباب نزوله مسندا: إنّ عائشة كانت تقول لنساء النبيّ: أ ما تستحيي المرأة أن تهب نفسها؟ فأنزل اللّه تعالى هذه الآية «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَ تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ»[1] فقالت عائشة للنبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أرى ربّك يسارع في هواك. و قال و رواه مسلم و البخاريّ.
و روى الطبري في تاريخه في قصة الإفك عن عائشة قالت: انتهى الحديث الى النبي- إلى أن قال- قالت: و كان النبيّ اذا دخل عليّ و أمّي تمرضني قال «كيف تيكم» لا يزيد على ذلك، حتى وجدت في نفسي بما رأيت من جفائه عليّ- إلى أن قال- قالت عائشة:
فجعل النبيّ يمسح العرق عن جبينه و يقول: أبشري يا عائشة فقد أنزل اللّه براءتك. فقلت:
بحمد اللّه و ذمكم.
ثم انّ اخواننا إن أنكروا عداوة صديقهم و فاروقهم لامير المؤمنين، فعداوة أمّهم له شيء معلوم بالضرورة، و قد تواتر أنّ النبيّ قال في امير المؤمنين «اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه»، فامّا أن يكون قول النبيّ كما قال فاروقهم لغوا و هجرا، و أمّا أن تكون أمّهم عدوة اللّه.
(العاشر)
في معارف ابن قتيبة أيضا: حدّثني سهل بن محمد عن الأصمعي عن مسلم بن عقبة المازني أنّ عمر بن الخطاب قال لكعب: لأيّ ابني آدم قابيل و هابيل كان النسل؟