الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
وبعد.. كانت ولا زالت جامعة النجف الأشرف العلمية حاضنة لفكر وتراث أهل البيت (عليهم السلام) كما أنها المنهل العذب الذي ينهل منه الباحث والمفكر والفقيه وغيرهم.
وكانت هذه الجامعة ـ التي جاهد علماؤها ومفكروها ورجلاتها بعلمهم وفكرهم لحفظ هذا التراث وصونه من أن يعبث به العابثون والحاقدون ـ هي الحصن المنيع في حفظ الأمانة الإلهية المتمثلة بحفظ العقيدة السليمة من الشوائب، محققة بذلك صيانة للتاريخ والتراث، ساعية في جمع وحدة الكلمة ونبذ كل ما يفرق بين المسلمين على مختلف توجهاتهم.
وقد عانت النجف من محاولات التهميش تارة والإلغاء أخرى على أيدي أنظمة تعاقبت على الحكم، محاولة تفريغها من مفكريها وعلمائها حين، أو محاولة احتوائهم حيناً آخر، وذلك توصلاً إلى أغراض تخدم هدف السلطات الحاكمة على حساب الحقيقة المتمثلة بحفظ العقيدة.
لكن قد قيض الله أعلام بارزة في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) حملوا الأمانة بأمانة وإخلاص، في سراء كانوا أو ضراء، مُتَحَدّين بذلك ظلم الظلمة وجبروت الجبابرة وطغيان الطغاة في ظل أنظمة حاقدة على كل