ولا لاكتشاف جديد لأمر في الشيعة خفي على المسلمين في عصورهم الطويلة، وإنما حصل ذلك نتيجة لتبدل الأوضاع في مصر، ولفاعلية التشيع في الساحة الإسلامية والعالمية. وبمعرفة السبب الحقيقي لهذه الحملة يعرف الدافع له، والمنتفع منه، وحجم القوة التي تقف وراءه.
وإذا أردنا أن نعير اهتماماً لمثل هذه التهم، ونشغل أنفسنا بتكذيبه، وبردّ هذه الكتب ونحوها من وسائل الإعلام المعادي، تبددت طاقاتنا المحدودة، وذهبت هدر، وضاعت أوقاتنا دون جدوى، لأن لغة الكذب والشتم لا تنتهي.
بل الأولى إهمالهم والإعراض عنهم وتركهم وما اختاروه لأنفسهم وأحبوه من سلوك مشين يكشف عن حقيقتهم، فكل إناء بالذي فيه ينضح.
ولا أهمية لذلك فحبل الكذب قصير، وهو ((كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ))[1].
ما ينبغي للشيعة إزاء الحملة الموجهة ضدهم
وعلى الشيعة بدل ذلك أن يصبرو، ويصابرو، ويرابطو، ويتوجهوا لأنفسهم، ويوثقوا علاقتهم بالله تعالى، ويلجؤوا إليه في أمرهم، ويحسنوا التوكل عليه، والظن به. ثم يثبتوا حقهم وحقيقتهم بأفعالهم وسلوكهم، ويعرفوا الناس بواقعهم المجيد، وظلامتهم في تاريخهم الطويل، ويعيدوا عرض أدلتهم على حقهم، ونشر ثقافتهم الأصيلة، بوجه يناسب العصر الحاضر، ويقيموا بذلك الحجة على الناس.